السودان يراجع اتفاق إنشاء قاعدة بحرية روسية… وموسكو «تتحرّى»

أكد رئيس أركان الجيش السوداني محمد عقمان الحسين، أن بلاده بصدد مراجعة اتفاق مع روسيا لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر.

وقال الحسين، في تصريحات متلفزة بثّتها قناة النيل الأزرق، مساء  الثلاثاء 1 يونيو 2021، إن اتفاقية القاعدة البحرية الروسية «كانت موقّعة في عهد حكومة الإنقاذ»، في إشارة إلى نظام الرئيس السابق عمر البشير، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف: «الزيارة الأخيرة من الوفد الروسي كانت عبارة عن محادثات لإعادة النظر في الاتفاقية لتحقق مصالح السودان».

وبحث البشير عام 2017 مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء قاعدة عسكرية بحرية في مدينة بورتسودان الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر.

وأعلنت روسيا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي توقيع اتفاق مع السودان لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر، شرق البلاد.

وتقوم موسكو بناءً على الاتفاق، بإنشاء «مركز للدعم اللوجيستي» في بورتسودان حيث يمكن إجراء «عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد». كما يسمح الاتفاق للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في وقت واحد في القاعدة بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.

ويمكن للقاعدة أن تستقبل 300 من العسكريين والمدنيين حدّاً أقصى، وينصّ الاتفاق أيضاً على أنه يحقّ لروسيا أن تنقل عبر مرافئ ومطارات السودان «أسلحة وذخائر ومعدات» ضرورية لتشغيل هذه القاعدة البحرية، إلا أن الإعلام السوداني تحدث في وقت سابق عن تعليق الاتفاق مع موسكو.

وأشار رئيس الأركان في تصريحات إلى أن مراجعة الاتفاق تقررت لأنه يتضمن بعض «البنود التي كانت إلى حدٍّ ما مضرّة بالبلاد»، وأضاف: «ما دامت الاتفاقية لم تعرض على المجلس التشريعي ولم تتم المصادقة عليها فهي غير ملزمة بالنسبة لنا».

وفي المقابل، أعلنت موسكو أنها اطلعت على تصريحات رئيس أركان السوداني، ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، القول إن موسكو اطّلعت على التصريحات، مضيفاً: «لا نزال على تواصل مستمر مع الجانب السوداني عبر القنوات الدبلوماسية، وسنتحرى هذه المسألة».

وأُطيح بالبشير في 2019 بعد احتجاجات شعبية استمرت لشهور ضد حكمه الذي امتد ثلاثين عاماً عانت خلالها البلاد صعوبات اقتصادية.

وتدار البلاد بحكومة انتقالية تسعى لإنهاء العزلة الدولية التي عاشتها لفترة طويلة بسبب وضعها على قائمة «الدول الراعية للإرهاب» من الولايات المتحدة.

وفي ديسمبر الماضي، أزالت واشنطن السودان من هذه القائمة بعد أن شهدت العلاقات بين البلدين تحسناً ملحوظاً.

عن صحيفة الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى