محللون: هذه خطة الحوثيين لتمديد الصراع في اليمن ولا حل سياسي في الأفق
قال محللون سياسيون، إن المليشيا الحوثية الإرهابية الموالية لإيران، تسعى من خلال لقاءاتها بالمبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى التخلص من الضغوط الدولية التي حملتها مؤخرًا فشل توصل المجتمع الدولي إلى توافق بشأن إنهاء الحرب في اليمن.
وقال المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر في مداخلة له على قناة سكاي نيوز عربية، وتابعه «الرأي برس»، إن وصول مارتن غريفيث إلى صنعاء بعد ما يزيد عن عام من القطيعة الحوثية له، تأتي بعد الضغوط الدولية والمهلة الأخيرة التي حددها مجلس الأمن الدولي للمليشيا الحوثية، بهدف التخلص من الضغوط الدولية.
وأوضح “الطاهر” ، إن الحوثيين يحاولون المواءمة بين متطلبات المراوغة السياسية في التعامل مع الضغوط الدولية لوقف الحرب وبين احتياجات طهران للملف اليمني في إطار مشاوراتها مع المجتمع الدولي حول الاتفاق النووي.
يسعى الحوثيون لتوجيه رسائل خاصة للداخل اليمني تتركز حول قبول المجتمع الدولي بوجودهم كقوة أمر واقع والتعامل مع الواقع الذي صنعوه منذ الانقلاب بأنها نتائج لا يمكن عكسها حتى في ظل أي اتفاق سلام، وفقًا لما ذكره الطاهر.
وكشف، أن الحوثيين يسعون لاتباع تكتيك سياسي قائم على تصفير نتائج المباحثات غير المباشرة التي رعتها الأمم المتحدة طوال العامين الماضيين، والتي تكللت بموافقة الحكومتين اليمنية والسعودية على الصيغة النهائية للمبادرة الأممية الخاصة بوقف إطلاق النار، والمضي في مسارات متباينة في الجانبين العسكري والسياسي، من خلال تصدير مواقف متباينة بالتوازي مع استمرار التصعيد العسكري المتمثل في تكثيف الهجوم على مأرب ومواصلة العمليات التي تستهدف الأراضي السعودية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وبيّن أن قبول الحوثيين بغريفيث في صنعاء، نتيجة لما يبدو أنه لمراجعة السياسة الخارجية الأميركية إزاء اليمن وتقييم تجربتها خلال الستة أشهر الماضية مع الميليشيا الحوثية، وعن تأثير العقوبات الأميركية على قيادة الجماعة الحوثية”.
وأشار إلى أن الحوثيون لا تهمهم العقوبات الأميركية على أفراد وكيانات مرتبطة بهم، بقدر ما يقلقهم أن يتطور ذلك، وتعيد واشنطن الحوثيين إلى لائحة المنظمات الإرهابية، ويخسروا الكثير مما كسبوه منذ دخول بايدن البيت الأبيض.
إحباط غريفيث
وفي وقت سابق من اليوم (الاثنين)، أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، عن إحباطه خلال مغادرته العاصمة صنعاء، ولقائه على مدى يومين، مع قيادات المليشيا الحوثية وعلى رأسها زعيمها المدعو عبدالملك الحوثي.
وقال غريفيث، في مؤتمر صحفي بمطار صنعاء “لا أحد يمكن أن يكون أكثر إحباطًا مني”، مشيرا إلى أن الجهود الدبلوماسية كلما اقتربت من السلام في اليمن برز طرف أو آخر لا يريد إنهاء الحرب لاعتقاده أن بإمكانه تحقيق المكاسب في ساحة المعركة.
وأوضح، أن استمرار العمليات العسكرية بما في ذلك مأرب (شمال شرق) يعرقل آفاق السلام ويعرض حياة الملايين للخطر.
وأشار إلى أهمية وقف إطلاق النار وفتح الطرق أمام حركة الأشخاص وعودة الحياة الطبيعية لليمن، معتبرًا أن فتح الطرق أمام “حركة الآخرين” “عقبة”، ولا بد من إزالتها بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى”، وهو ما يشير إلى عودة مارتن غريفيث إلى نقطة الصفر في مباحثاته مع الحوثيين.
وعبر المبعوث الأممي عن أمله أن “يؤدي الدعم الإقليمي والعمل الذي قمنا به خلال العام إلى نتيجة مثمرة”، مشددًا على “أن الحل في اليمن يكمن في تسوية تفاوضية بقبول كافة الأطراف”.
رفض حوثي
والأحد 30 مايو 2021، رفض زعيم الجماعة الإرهابية عبد الملك الحوثي، العروض التي قدمها مارتن غريفيث، لوقف إطلاق النار وبدء جولة سياسية لإنهاء الأزمة السياسية في اليمن، داعيًا إلى المزيد من تقديم التنازلات لجماعته وإيران.
وقال الناطق الرسمي ورئيس وفد الحوثي التفاوضي محمد عبدالسلام، إن عبدالملك الحوثي، رفض خلال لقائه مارتن غريفيث ربط ما أسماه “الجانب الإنساني بالملف العسكري”، في إشارة لرفض الحوثيين لأي عملية سياسية.
وقال الحوثي إن “محاولة الربط بين الواجب الإنساني كحق مشروع ومستقل وربطه بملفات أخرى ذات طابع عسكري أو سياسي مصادرة صريحة لحق الشعب اليمني (يقصد مصادرة لحق الحوثيين) في أبسط حقوقه الإنسانية ومعادلة لا يمكن القبول بها على الإطلاق.