المبعوث الأمريكي يزور المنطقة لبحث هدنة إنسانية هشة في اليمن

يركز المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ في جولة بدأت في السعودية ويزور سلطنة عمان بعدها على تحقيق هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار على الجبهات قبل الانتقال إلى المفاوضات السياسية.

وأثار تزامن زيارة ليندركينغ مع زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى مسقط ولقائه وفدا حوثيا برئاسة المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام تكهنات بشأن ترابط مسار الحوار حول التهدئة في اليمن بالملف الإيراني في فيينا.

وذكرت مصادر عربية تتابع الوضع اليمني عن كثب أن ظريف حرص على زيارة مسقط وعقد لقاء طويلا مع قياديين حوثيين فيها.

وكشفت أن ظريف أكد للحوثيين أن إيران تعلّق أهمية كبيرة على الهجوم الذي يشنّونه على مأرب. لكنه شدد في المقابل على أن المتمردين قد يضطرون إلى تقديم تنازلات بما في ذلك وقف الهجوم على مأرب في حال تم التوصل إلى اتفاق إيراني – أميركي في فيينا.

وقال بيان لوزارة الخارجية الأميركية إن مباحثات ليندركينغ “ستركز على ضمان وصول السلع والمساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء اليمن بانتظام ودون عوائق ودعم وقف دائم لإطلاق النار وانتقال الأطراف لعملية سياسية”.

كما لفت البيان إلى أن “المبعوث الخاص إلى اليمن يعتمد في مباحثاته على الإجماع الدولي لوقف هجوم الحوثيين على مأرب، والذي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية التي تهدد الشعب اليمني”.

وحذرت أوساط يمنية من أن مساعي ليندركينغ بشأن فصل المسألة الإنسانية عن الخطوات السياسية تصبّ في صالح الخطة الحوثية التي تقوم على تخفيف الضغوط عن مناطق سيطرتها دون تقديم أيّ تنازلات، أو الالتزام بشكل واضح بمسار الحل السياسي.

واصطدمت تحركات المبعوثين الأميركي والأممي في وقت سابق بعقبة التعنت الحوثي ورفض الخطة الأممية “الإعلان المشترك” التي أعلنت الحكومتان اليمنية والسعودية الموافقة عليها، وهو ما تسبب في تعثر الحراك الدولي الساعي لوقف الحرب في اليمن وإحياء المسار السياسي.

واستفاد الحوثيون من حالة الاندفاع التي أبداها المجتمع الدولي والأمم المتحدة من خلال وضع اشتراطات جديدة، بالتوازي مع هجوم مكثف على محافظة مأرب متجاهلين كل الدعوات لوقف هذا الهجوم الذي يهدد مسار التسوية السياسية للأزمة اليمنية.

ويطالب الحوثيون بوقف العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود المفروضة على ميناء الحديدة كشرط للتعاطي مع الجهود الدولية، في الوقت الذي كانت هذه الملفات من صميم الحوار المزمع إجراؤه بين الحكومة المعترف بها دوليا والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

وتسببت حالة التراخي الدولي إزاء التصعيد الحوثي بحسب مراقبين في رفع سقف المطالب الحوثية إلى درجة غير مسبوقة، والتي بلغت ذروتها في أعقاب رفع واشنطن الجماعة الحوثية من قائمة المنظمات الإرهابية.

ويعتقد المراقبون أن فشل المبعوثين الأميركي والأممي في انتزاع أيّ تنازلات من الحوثيين نقل كل رهانات الضغط إلى جانب الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي، وهو ما كشفت عنه أجندة زيارة المبعوث الأميركي.

وفي تعبير عن التناغم اللافت بين أجندة زيارة المبعوث الأميركي الجديدة وقائمة الاشتراطات الحوثية، قال محمد عبدالسلام في تغريدة على تويتر “أيّ خطاب إيجابي تجاه اليمن مرهونٌ بتطبيقه عمليا برفع الحصار وإيلاء الجوانب الإنسانية أولوية كونها قضايا ملحة تلامس حاجات جميع أبناء الشعب اليمني، ومثل هذه الخطوة سيكون مرحّبا بها وتثبت حقيقة التوجه نحو السلام في اليمن”.

ويأتي كلام عبدالسلام بعد يوم من لقائه بجواد ظريف الذي جدد “دعم إيران الكامل لوقف إطلاق النار، وبدء حوار يمني – يمني”، في تصريح فهم على أنه رسالة من ظريف إلى ليندركينغ ومن ورائه إدارة بايدن تؤشر على أن طهران على استعداد لبحث حلّ في اليمن إذا كان ذلك سيساعد على تسوية في فيينا بشأن ملفها النووي.

وانتقدت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الأرياني، تصريحات وزير الخارجية الإيراني خلال لقائه وفد التفاوض الحوثي بمسقط، ووصفها بأنها محاولة لذر الرماد على العيون.

وقال الأرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية إن “تلك التصريحات محاولة للتغطية على الدور الذي لعبته طهران في إدارة الانقلاب الحوثي، وتفجير الحرب في اليمن، وتفاقم المعاناة الإنسانية لليمنيين، وتقويض جهود التهدئة”‏.

زر الذهاب إلى الأعلى