قراءة في غاية الخطورة حول حقيقة انتماء الهاشميين إلى آل البيت في اليمن (لأول مرة)

كشفت دراسة بحثية، أن الهاشميين في اليمن، يعود أصلهم إلى طبرستان في بلاد فارس، وليس لهم علاقة بآل البيت، مشيرة إلى أن توظيف الهاشميين انتمائهم لآل البيت، هو توظيفًا سياسيًا بهدف التفرد بالحكم.

وأوضحت الدراسة البحثية التي حصل عليها الموقع، أن أصول الهاشميين تعود بدايات ظهورهم كقوة سياسية مع انتقال المذهب الزيدي من طبرستان في بلاد فارس إلى اليمن وتوظيفه سياسياً من الهادي يحيى بن الحسين الرسي الذي انتقل إلى اليمن في العام 280هـ، ودعي من مدينة صعدة بالإمامة لنفسه وسلالته في العام 288هـ وغدا من حينها مؤسس الدولة الزيدية الأولى في اليمن.

وبينت الدراسة البحثية، أن أفكار أئمة الدولة الزيدية برزت كاشتراط البطنين (الحسن والحسين) لمن يرى في نفسه أهلية للحكم () ورغم ان هذا الاشتراط لا يعد جزءاً من تراث الإمام زيد بن علي إلا انه ساد مع دعوة الإمام الهادي عام 284.

وقالت الدراسة البحثية، أن أسباب انتشار فكرة انتساب جماعات معينة لآل البيت في اليمن، رغم عدم حقيقة ذلك، الجهل في أوساط اليمنيين خلال حكم الأئمة (الذين اعتمدوا استراتيجية تجهيل العامة للإبقاء على تميزهم التعليمي) دور في ادعاء الكثير بنسبه الهاشمي في ظل عدم قدرة المجتمع على التحقق من أصول كثير ممن ادعوا هذا النسب.

وكشفت، أن  الهاشمية انتشرت خلال القرن التاسع عشر في المناطق التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني الذي عمل على تقسيم وتجزئة المجتمعات التي كان يحتلها لتسهل عليه السيطرة على تلك المجتمعات وحكمها، مستدلًا بالشريف الحسين بن علي، الذي  حضي برعاية خاصة من التاج البريطاني.

النص الكامل للدراسة

الانتماء لآل البيت في اليمن .. بين الواقع والخرافة 

علم الانساب علم عريق يمتاز به العرب عن غيرهم من القوميات، وقد كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أعلم العرب بالأنساب كما أن جبير بن مطعم وابن عباس وعقيل بن أبي طالب كانوا من أعلام هذا العلم وهو علم العرب الذي كانوا به يتفاضلون واليه ينتسبون()

وكانت العرب تفتخر بانتسابها الى الجد الأكبر لها أكثر من انتسابها الى العائلة فغلب على اشعار العرب تمجيد القبائل وليس النسب العائلي فيها.

وكانت قريش قبل الاسلام من القبائل العربية تفتخر بنفسها ككتلة موحدة وظلت كذلك بعد دخول الإسلام الا ان الصراع بين أبناء سفيان بن حرب ومن خلفهم بنو امية من جهة وأبناء ابي طالب ومن ورائهم بنو عبدالمطلب من جهة أخرى قبل مئات السنين والذي كان قائما قبل الإسلام أصبح لدى البعض (الفرس ومن تشيع معهم تحديدا) أحد مصادر النزاع والفرقة بين المسلمين.

ومع نزاع قريش على الحكم (بني امية وبني هاشم) ظهر المدلول السياسي لفكرة (آل البيت) الذي غذاه الفرس الذين دخلوا في الإسلام كجزء من تراثهم الديني السابق (الزرادشتية) الذي يقدس الفرد ويحوله الى نصف إله وجعل المنتسبون الى بني هاشم ينسجون الأدلة لإثبات احقيتهم بالحكم دون سواهم حتى مع تغير ظروف المجتمعات وسيادة مفاهيم الديمقراطية والانتخابات العامة والإرادة الشعبية كمحددات للوصول الى مؤسسة الحكم.

وأصبح حكم الشعب في مفهوم بعض الهاشميين (في اليمن تحديداً) حقاً إلهياً لهم ولم يعد الانتماء لعلي بن ابي طالب قضية تخص اثبات النسب كما في علم الانساب بل مدخلا لإثبات الحق في حكم الغير بالاختيار او الاجبار.

مفهوم (آل البيت) في القرآن والسنة

لم يرد في القران الكريم أي لفظ لآل النبي عليه الصلاة والسلام بل جاءت كلمة اهل بيت النبي في موضع واحد (سورة الاحزاب) ولا مجال للدخول في تفسير دلالاتها لأنها واضحة وتدل على زوجات النبي على سبيل الحصر ولا تخرج عن هذا التحديد.

في حين تكرر لفظ (الآل) في القرآن ليدل على الانتساب للدين او الجامعة الوطنية او القومية وليس له أي صلة برابطة الدم والنسب أو الانتماء لأسرة بذاتها حيث يستدل من مواضع هذا اللفظ في القران الكريم على انه الأتباع من المؤمنين.

وقد رجح الإمام النوويّ في شرحه على صحيح مسلم بأنّ الآل هم الأتباع حيث قال (واختلف العلماء في آل النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) على أقوال أظهرها وهو اختيار الأزهريّ وغيره من المحقّقين أنّهم جميع الأمّة) وهذا الترجيح هو الاصح على الغالب لوجود كثير من الأدلة التي تثبته في القران والسنة وهو ما يمكن توضيحه من خلال التالي: –

يذكر القران ان فرعون تبنى سيدنا موسى عليه السلام لانه لم يكن له ولد وفي قصة فرعون أشار القرآن الكريم إلى أن لفظ كلمة (آل) تعود على جنود فرعون واتباعه وليس على أهل بيته لانه لم تكن له عائلة بالنسب وهو ما يتضح في قوله تعالى (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ)

وقوله تعالى (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ)

ولفظ (آل فرعون) الذين اغرقهم الله بحسب تفسير الآية هم وزراؤه وجيشه الذين طاردوا موسى ومن آمن معه وهو ما جاء في قوله تعالى (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ) وهذه الآيات تدل على أن لفظ الـ (آل) تشير إلى الجنود والأتباع وليس الانتماء العائلي لأسرة فرعون تحديداً.

نفى القران ادّعاء اليهود بأنّهم أبناء (آل) ابراهيم (مع أنّهم من سلالته) واشار الى أنّ أولى النّاس بإبراهيم هم أتباعه وليس أهله في قوله تعالى: (إِنَّ أَوْلَى النّاس بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) وهذه الآية تشير إلى أن آل بيت إبراهيم عليه السلام هم كل من آمن به وليس اليهود الذين ينتسبون اليه برابطة الدم (سيدنا إسحاق ثم يعقوب وابنائه) فقوله تعالى (لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ) دليل قطعيّ على أنّ آل إبراهيم هم أتباعه من المؤمنين المسلمين الحنيفيين وليس أهله الين هم اجداد اليهود.

يشير القران ان صّلوات الله تشمل الرسول محمد والمؤمنين معه وليست مقتصرة على عائلة النبي محمد أو بني هاشم وهو ما جاء في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)

فصلاة الله المشار إليها في الآية موجهة لعموم المؤمنين وليست مقتصرة على بني هاشم فقط.

وفي موضع آخر يأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بالصلاة على سيدنا محمد فقط دون ان يشترط اقترانها بالصلاة على بني هاشم وذلك في قوله تعالى (ان الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما).

وفي الصلاة المفروضة يُذكر لفظ التشهد على النبي وآله للدلالة على عموم الاتباع للدين وليست مقتصرة على خصوص الأبناء والانساب فنقول (اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)

ولو كان المقصود في التشهد ان نصلي على النبي محمد وأهله فستقترن الصلاة على النبي وأهله بالصلاة على إبراهيم وأهله من بني إسرائيل باعتبار أنهم تاريخيا أبناؤه لتصبح الإشارة في التشهد كالتالي (اللهمّ صلّ على محمد وعلى آل محمد “بمعنى الصلاة على بني هاشم” كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم “بمعنى الصلاة على بني اسرائيل احفاد سيدنا ابراهيم”)

والمعنى الضيق للتشهد يخرج المسلم من الدعاء لعموم المسلمين ويقصره على الدعاء لبني هاشم وبني إسرائيل المغضوب عليهم وهو ما يتعارض مع ثوابت الدين.

وفي السيرة النبوية لم تقتصر لفظة (الآل) على بني هاشم بل تعدت ذلك إلى اشخاص لا ينتمون إلى قريش أو العروبة بصلة كسلمان الفارسي في قوله “صلّى الله عليه وسلّم” (سلمان منّا آل البيت)

وهذا الحديث حسنه الترمذي فقط وضعفه الجمهور لان من رواته (كثير بن عبدالله المزني) وهو من المشكوك في رواياتهم فقد قال عنه الحافظ الذهبي في الميزان (406/3) قال ابن معين (ليس بشيء، وقال الشافعي وأبو داوود (ركن من اركان الكذب) وقال النسائي (ليس بثقة) وترك احمد حديثه، وقال ابن حبان (له عن ابيه عن جده نسخة موضوعة).

وفي العموم فقد رأى الجمهور ان الحديث موقوفا على سيدنا علي رضي الله عنه لأنه روى رواية مشابهة له ولكنه ليس مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي كل الاحوال فان هذا الحديث يمكن الاستدلال منه ان الرسول كان يريد إزالة التعصب وإشاعة المساواة بين اصحابه من العرب وغير العرب وكذا بين سادة القوم ومواليهم.

طرق ثبوت النسب الهاشمي

يثبت النسب الهاشمي بإحدى الطرق التالية 

الطريقة الأولى

النص من المؤرخين الثقات الأوائل الذين أشاروا في كتبهم إلى أن (آل فلان) يمتد نسبهم إلى الإمام علي بن أبي طالب.

الطريقة الثانية

المشجرات الموثقة من قضاة ومؤرخين أكفاء لكل من يدعي الانتساب لآل البيت ويذكر فيها أسماء شجرة العائلة بصورة لايختلف عليها المؤرخون والعلماء ويرجح صحتها علماء الانساب المعروفون الى ان يصل النسب الى سيدنا على بن ابي طالب كرم الله وجهه.

الطريقة الثالثة 

وهي اختبارات الحمض النووي وهذه الطريقة معقدة وتحتاج الى إمكانات في حين ان العالم غير مستعد لانفاق المال واهدار الوقت على قضية لن تفيد البشرية بشيئ ، وفي نفس الوقت سيتهرب منه كثير ان لم يكن جل من يدعي الانتساب الى النبي محمد.

الهاشميون في اليمن

تثير مسالة الهاشمية في اليمن إشكالية ادعائهم للحق الإلهي في السلطة وليس مجرد التحديد والتميز الاجتماعي وتعود بدايات ظهورهم كقوة سياسية مع انتقال المذهب الزيدي من طبرستان في بلاد فارس الى اليمن وتوظيفه سياسياً من الهادي يحيى بن الحسين الرسي الذي انتقل إلى اليمن في العام 280هـ، ودعي من مدينة صعدة بالإمامة لنفسه وسلالته في العام 288هـ وغدا من حينها مؤسس الدولة الزيدية الأولى في اليمن.

وقد برزت في افكار ائمة هذه الدولة فكرة اشتراط البطنين (الحسن والحسين) لمن يرى في نفسه أهلية للحكم () ورغم ان هذا الاشتراط لايعد جزءاً من تراث الإمام زيد بن علي إلا انه ساد مع دعوة الإمام الهادي عام 284().

ويتمسك بهذه الفكرة ويروج لها التيار المتطرف في المذهب الهادوي الزيدي وهو التيار الجارودي (*) الذي يربط الحكم بالسلالة ويشترط إقرار المسلم بحق الهاشميين في الحكم وأبرز رموزه يحيى بن حمزة الذي اختصر مفهومه للزيدية السياسية بتعريفه للزيدي بانه “من كان على عقيدته في الديانة والقول بالمسائل الالهية والقول بالحكمة والاعتراف بالوعد والوعيد وحصر الامامة في الفرقة الفاطمية والنص في الامامة على الثلاثة الذين هم علي وولداه فمن كان مقراً في هذه الاصول فهو زيدي ().

ولتثبيت هذا الاعتقاد قام يحيى بن حمزة بمهاجمة كل من لا يعتقد بمفهومه للزيدية ومنهم اتباع تيار المطرفية وهو أحد تيارات المذهب الزيدي الذين تعرضوا لملاحقات وتصفيات دموية ووصفهم بأشد صفات الانحراف والزندقة بسبب إن المطرفية لا تقر بحصر حق الولاية في أبناء الإمام علي ().

وقد قامت دولة الإمامة الجارودية في اليمن في حقبتين زمنيتين مختلفتين فظهرت الدولة الأولى في عهد الإمام القاسم بن محمد، “واستمرت منذ العام 1006هـ–1598م وحتى مجيء العثمانيين للمرة الثالثة إلى اليمن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ودولة الأئمة الثانية التي ظهرت مع حكم الإمام يحيى بن محمد حميد الدين من نسل الأسرة القاسمية واستمرت 44 عاماً حتى قيام الثورة اليمنية عام 1962().

ورغم ان الظروف في اليمن لم تعد مواتية لإحياء الدولة الثالثة التي تسعى جماعة الحوثي لإحيائها الا انها تحاول صبغ النظام الجمهوري بالأفكار التمييزية للفكر الجارودي من خلال تمجيد الجماعة للمكون الهاشمي على حساب بقية مكونات المجتمع اليمني واحتكار مقدرات الجمهورية ليستأثر بها الهاشميون بهدف تمكينهم من السيطرة على النظام بما يجعلهم الفاعل الوحيد فيه.

وخلال المراحل الزمنية منذ ظهور دولتي الزيدية الجارودية وحتى الان ظهر كثير من الادعياء بانتمائهم الهاشمي للاستفادة من مزايا هذا الانتماء فظهرت العديد من العائلات مجهولة النسب التي ادعت الانتساب إلى آل البيت دون ان تكون هناك فرصة امام المجتمع للتأكد من اصولهم

أسباب انتشار الادعاء بالانتماء لآل البيت 

الجهل والفقر

كان لانتشار الجهل في أوساط اليمنيين خلال حكم الائمة (الذين اعتمدوا استراتيجية تجهيل العامة للإبقاء على تميزهم التعليمي) دور في ادعاء الكثير بنسبه الهاشمي في ظل عدم قدرة المجتمع على التحقق من أصول كثير ممن ادعوا هذا النسب.

وما يعزز هذا الطرح أن كثير من مدعي الانتساب إلى الأصل الهاشمي في اليمن لم يعلنوا هذا النسب في المناطق الحضرية (المدن) بل أعلنوا انتسابهم لآل البيت من مناطق هامشية يعاني سكانها من الجهل والفقر مثل أرياف محافظات صعده وحجه وعمران وصنعاء والقرى البعيدة في تعز وحضرموت ومناطق الساحل الفقيرة التي تكون بعيدة عن المدن الحضرية مثل مدن صنعاء وتعز وعدن التي لم تظهر بين سكانها دعاوى الانتساب للهاشمية نظراً لسهولة كشف زيف مثل هذه الادعاءات.

ونظراً لرفض المجتمعات المحلية إدماجهم ضمن مكونات القبلية فقد تسمى البعض منهم بأسماء المناطق التي قدموا منها (بيت الكحلاني وبيت الشرفي وبيت الاهنومي وبيت المداني وبيت الحوثي وبيت الشهاري وبيت الصعدي و… و…)

كما أن حالة الفقر التي عانى منها اليمنيون قبل ثورة 26 سبتمبر جعلت البعض ممن يستطيع القراءة والكتابة أن يدعي أنه من آل البيت بغض النظر عن أصله ليضمن الحصول على المسكن والمأكل مقابل تدريس القرآن للصغار.

العزلة 

أدت حالة العزلة التي عاشها المجتمع اليمني وضعف التواصل بين أبناء المناطق المختلفة إلى صعوبة في معرفة أخبار المناطق على مستوى المحافظة الواحدة (المحافظة حاليا كانت في السابق تسمى لواء) مما أدى إلى قيام بعض القتلة والمجرمين الهاربين من مناطقهم الى مناطق جديدة الى الادعاء بانتسابهم لآل البيت حتى يقطعوا على الاخرين السؤال عن اصولهم القبلية في مناطقهم الاصلية ومعرفة خلفياتهم الاجرامية.

ويلاحظ أن الانتساب لمسمى الاسرة لايعني الانتساب لنفس النسب فعلى سبيل المثال بيت الشامي في منطقة السدة من محافظة إب يدعون انتسابهم للهاشميين في حين أن نفس العائلة في منطقة خولان من محافظة صنعاء ونفس العائلة في محافظة صعدة يعتزون بأصولهم القبلية مع العلم ان هذا اللقب عند القبائل اليمنية يشير الى الاتجاه الذي قدم منه الشخص وليس الانتماء العائلي (الشام بمعنى الشمال والشامي بمعنى القادم من الشمال).

التحول من اليهودية الى الاسلام 

مرت الاقلية اليهودية في اليمن بفترات اضطهاد من قبل الحكام المحليين بسبب ارهاقهم بدفع الجزية واجبارهم على إتباع سلوكيات تحط من مكانتهم في مجتمعاتهم المحلية مما جعل البعض يتحول من اليهودية إلى الإسلام ويدعي انتسابه إلى البيت الهاشمي انطلاقا من أن أنبياء اليهود والنبي محمد ينتسبون إلى أب واحد هو سيدنا إبراهيم.

ولمواجهة رفض المجتمعات لهم فقد انتحلوا صفات لألقابهم للتغطية على اصولهم غير المعروفة (بيت العماد على سبيل المثال “العماد لقب لمن ليس له لقب”) أو الانتساب إلى أحد أبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام (بيت إسحاق الذين أسلموا وتلقبوا باسم جد بني إسرائيل وبيت يعقوب وهكذا )

ادعاء بقايا الفرس انتسابهم للنبي 

ظهرت الكثير من الأسر الفارسية في اليمن التي ادعت انتمائها إلى الهاشمية بالاستناد إلى أمرين

الأمر الأول

حديث النبي للصحابي سلمان الفارسي (سلمان منا آل البيت) والذي كان الهدف منه إلغاء الفوارق الطبقية والعائلية بين المسلمين في مجتمع المدينة واذابة العصبية التي كانت ملازمة للعرب وسبباً في تعاليهم على غيرهم.

واستناداً لهذا الحديث فقد ادعت عائلات معروفه بأصولها الفارسية في اليمن انها من آل البيت رغم أن وجودهم اما مرتبط بالاحتلال الفارسي لليمن قبل الاسلام او انهم جزء من الفرس الذين جاءوا مع الامام الهادي الرسي عند وصوله اليمن (بيت الديلمي على سبيل المثال الذين ينتمون الى منطقة الديلم في ايران وبيت الوزير بل ان الهادي نفسه لم يكن يمنياً بل قدم الى اليمن من منطقة الرس في ايران).

الامر الثاني 

ان العائلات الفارسية تعتقد بانتسابها للهاشميين انطلاقا من زواج الحسين بن علي بامرأة فارسية هي شاهزناه بنت يزدجر والتي يعتبرها الشيعة  اماً لكل أئمة المذهب الاثني عشرية وهو ماجعل البعض يقول أن الفرس الشيعة يحبون آل بيت كسرى جد الائمة الاثني عشر وليس النبي محمد جد الحسين بن علي(*)

استيطان مناطق التصوف

مع وصول بعض اهل العراق وفارس إلى اليمن اختاروا العيش في المناطق ذات التواجد الصوفي والادعاء أنهم من آل البيت لمعرفتهم بمكانة آل البيت لدى الصوفيين ولتسهيل أسباب اقامتهم في تلك المناطق فبيت الاهدل في تهامة ينسبون أنفسهم الى عون بن الحسن بن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين رغم ان علماء الانساب يؤكدون انه لم يكن للإمام الحسن بن الحسين ابن يدعى عون.

وبيت باعلوي في حضرموت والذي تتفرع منه كل الأسر الهاشمية في حضرموت وتعز مثل بيت السقاف والجفري والصافي والعطاس ينسبون انفسهم إلى عبيدالله بن أحمد بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر الصادق رغم أن علماء الانساب يذكرون أن أبناء احمد بن عيسى هم محمد وعلي وحسين ولم يكن له ولد بإسم عبيدالله (*)

الاستغلال الاستعماري لمفهوم الهاشمية

الملاحظ ان الهاشمية انتشرت خلال القرن التاسع عشر في المناطق التي كانت خاضعة للاحتلال البريطاني الذي عمل على تقسيم وتجزئة المجتمعات التي كان يحتلها لتسهل عليه السيطرة على تلك المجتمعات وحكمها فعلى سبيل المثال حضي الشريف الحسين بن علي برعاية خاصة من التاج البريطاني

وبعد خروجه من الحجاز منح البريطانيون أبنائه حكم العراق وبلاد الشام ثم اقتطعوا أراضي من فلسطين وسوريا وشمال الجزيرة (السعودية حاليا) والعراق واسسوا للأسرة الهاشمية ما يعرف الان بالمملكة الأردنية الهاشمية.

وقد كتب السيد هوارد جونز الوزير المفوض الإنجليزي الى وزارة الخارجية البريطانية في القرن التاسع عشر “يجب ان نرسل عدد من السادة (أصحاب العمائم السوداء) والآيات والملالي والدراويش من الهند إلى المراكز الدينية للشيعة واماكنهم المقدسة التي يتبركون بها لتدير بالتدريج هذه الطبقة كما نريد” وهذه السياسة نجحت في ربط الخميني مثلا بالنسب الهاشمي رغم أنه من أصول هندية فوالده قدم من الهند وكان يحمل اسم (سبينكا) قبل ان يكنى بمصطفى”() وظل شقيقه محتفظا باسمه الهندي (بسنديده) حتى وفاته.

• نقلًا عن المدونة اليمنية

زر الذهاب إلى الأعلى