مليشيا الحوثي تحول رمضان في اليمن لشهر «الجباية والنهب»

تأثرت روحانيات وعادات وطقوس رمضان، بسبب ممارسات وانتهاكات مليشيا الحوثي، كما أن الكثيرين استقبل الشهر الفضيل بظروف مغايرة للأعوام السابقة.

وسادت حالة من البؤس والأسى بوجوه المواطنين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بعد أن كان له طقوسه الخاصة، بسبب الظروف المعيشية الصعبة وارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات بفعل الحرب التي فرضتها المليشيات.

وكان يهل علينا شهر رمضان كل عام بحلة جديدة، ودائماً ما يكون له نكهاته الخاصة به مأكلاً ومشرباً، إلا أنه خلال هذا العام عجزت معظم الأسر توفير الاحتياجات الأساسية لهذا الشهر المبارك.

اختلاف الاستعدادات
وعن استعدادات المواطنين لشهر رمضان، اعتبر المواطن أبو بكر علي، أن استعدادات هذا الشهر المجيد اختلفت من أسرة لأسرة، مضيفا أن البعض لم يتمكن من توفير أهم الاحتياجات والبعض الآخر من الأسر عجزت عن توفير أبسط الأشياء.

ويقول لوكالة “خبر”،” في الأعوام السابقة قبل سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء وعدد من المحافظات كنا نخرج للأسوق بهدف التسوق وجلب كل الاحتياجات؛ إلا أننا في الوقت الحالي خرجنا لأخذ الضروري، بعد أن قارنا الأسعار ووجدنا الارتفاع الكبير والمرعب.

المائدة
أما ربة البيت “سعاد نصر”، ذكرت بأن مائدة رمضان باتت متواضعة جدا في ظل ارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات، بعد أن كانت بالسابق تقسم إلى قسمين وجبة الإفطار وفيها المأكولات المتعارف عليها محلياً كالشفوت و السمبوسة والتمر والقهوة والبطاط المسلوق “والسحاوق”، والوجبة الثانية، أو السفرة الرئيسية وهي وجبة العَشاء بعد المغرب مكونة من الهريش أو العصيد، الرز، اللحم، والشعيرية، المكرونة، السلطة، والعصائر.

وأشارت إلى أن “معظم الأسر في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي ألغت تحضير الحلويات بسبب الظروف المعيشية الصعبة بعد أن كانت تتنوع بالسابق بين البسبوسة والرواني وهي من أشهى الحلويات وأشهرها في رمضان بعد وجبة العشاء.

الانعزال والوحدة
من جانبه، يشير سعد محمد وهو عامل مافي أحد مقاهي الإنترنت بصنعاء لوكالة “خبر”، أن المثير من الناس بمناطق المليشيا فضلوا الانعزال والوحدة وعدم التزاور وتبادل أنواع الطعام بين الجيران.

مذكرا ما كان يحدث في الأعوام الماضية قبل سيطرة المليشيا على صنعاء ومناطق أخرى، بأن الجميع كان يتزاور فيما الأهل والجيران والأصدقاء يتبادلون الأطعمة والحلويات.

ولفت إلى أن المساجد – أيضا – لم تشهد الإقبال كما كانت بالسابق وذلك بسبب ممارسات مليشيا الحوثي بتحويل بعض المساجد إلى أماكن للفعاليات الطائفية ومضغ القات فيها.

حالة مزرية
بدورها وصفت الطالبة الجامعية نزيهة أحمد، حالة المواطنين بمناطق سيطرة الحوثيين بالمزرية بعد أن ترك الكثير منهم الأشياء التي كان يحرص على شراءها خلال السنوات الماضية، مكتفيين هذا العام بشراء كميات قليلة من السكر والأرز والدقيق وبعض السلع التي لا تكفي لأسبوع.

وجعل التجار من رمضان فرصة للربح ورفع الأسعار، والرواتب منقطعة والأعمال متوقفة ويعجز الكثير من المواطنين توفير متطلبات الحياة الضرورية للأسرة “.

ارتفاع المشتقات
من جهته، قال إبراهيم عبده وهو سائق باص في صنعاء لوكالة” خبر”، “أصبحت عاجز تماماً عن تدبر أمر أسرتي جراء إنعدام المشتقات النفطية بالسعر الرسمي، وتوافرها في السوق السوداء بأسعار باهضة مما جعلنا بالكاد نستطيع توفير قيمة “البترول” الذي نشتغل به.

وأضاف “تضاعفت معاناة سائقي مركبات الأجرة والعاملين في الدراجات النارية بسبب انعدام المشتقات النفطية والتي أثرت على دخل الأسر المعتمدة على مثل هذه المشاريع الصغيرة بعد أن انقطعت المرتبات”.

وتحدث عن ارتفاع أسعار الغاز – كون باصه يعمل بالغاز -، موضحا أن الزيادة السعرية التي فرضتها مليشيات الحوثي ضاعف المعاناة وخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك الذي تتضاعف فيه التزامات المواطنين واحتياجاتهم.

المصدر: وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى