اليمن يعلن عن موقفه من مبادرة السعودية لوقف إطلاق النار

رحبت الخارجية اليمنية،بمبادرة المملكة العربية السعودية بشأن وقف إطلاق النار الشامل وفتح مطار صنعاء لعدد من الوجهات واستكمال تنفيذ اتفاق استكهولم ودخول السفن بكل أنواعها ما دامت ملتزمة بقرار مجلس الأمن.

واشترطت الخارجية اليمنية في بيان نشرته على موقعها في الانترنت، أن تعود موارد فتح موانئ الحديدة إلى البنك المركزي لدفع المرتبات منها على أساس قوائم ٢٠١٤، ودعم العودة للمشاورات السياسية.

وقالت الخارجية في البيان، إن المليشيا الحوثية قابلت كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة وعملت على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية من خلال رفضها مبادرتنا لفتح مطار صنعاء ونهب المساعدات الإغاثية وسرقة مدخولات ميناء الحديدة المخصصة لتسديد رواتب الموظفين، مقابل تضليلها للمجتمع الدولي بافتعال الأزمات على حساب معاناة اليمنيين.

مبادرة سعودية
أعلن وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، الاثنين 22 مارس 2020، عن مبادرة سعودية جديدة لوقف إطلاق نار شامل في اليمن من طرف واحد، داعيًا المليشيا الحوثية لقبولها، والإنخراط في العملية السياسية.

وقال بن فرحان في مؤتمر صحفي عقده في الرياض، إن مبادرة إنهاء الحرب في اليمن تتضمن وقفا شاملا لإطلاق النار، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي إلى عدة وجهات إقليمية ودولية.

وأوضح أن المبادرة تأتي بالتعاون مع المبعوثين الأممي والأميركي وسلطنة عُمان، وتهدف للتوصل إلى حل تفاهمي بين كل الأطراف اليمنية.

وقال المتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، تركي المالكي، إنه لا يوجد في الوقت الحالي وقفًا لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن السعودية قدمت مبادرة، وعلى الحوثيين القبول بها إن كانوا يرغبون في السلام.

وفي 9 أبريل 2020، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي، وقفاً شاملا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا آنذاك؛ إلا أن الحوثيين رفضوا ذلك، واعتبروه استسلام سعودي للحوثيين.

رفض حوثي
واعتبرت المليشيا الحوثية الموالية لإيران أن إعلان التحالف وقفًا لإطلاق النار، هو عملاً تكتيكيا، لترتيب صفوف القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.

وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لتبديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.

خلفية الصراع في اليمن
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.

واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.

ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.

وفي 18 مارس الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان صدر بإجماع أعضائه (15 دولة)، جميع الأطراف إلى العمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، دون شروط مسبقة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

وفي 7 مارس، أعلن التحالف العربي إطلاق عملية عسكرية جوية بضربات موجعة ضد الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية ردا على هجمات طالت منشآت ومواقع سعودية.

وكثف الحوثيون، في الأسابيع الماضية، إطلاق صواريخ بالستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدمير هذه الصواريخ والطائرات.

زر الذهاب إلى الأعلى