معركة تعز.. بداية تحرير تتطلب استكمال سيطرة

جميل جدًا أن تنطلق معركة تعز لتحرير عدة مناطق في الجهة الغربية، وأجمل منه تلاحم قوات من اللواء 35 مدرع مع قوات العمالقة كدلالة لتوحيد الصف ضد الميليشيا الحوثية.

عدة عوامل وراء تقدم جبهات تحرير غرب تعز بشكل شبه سهل وسريع أهمها ثلاثة.

الأول: وجود جبهات مشتعلة في الساحل الغربي كحيس وغيرها وبالإضافة إلى تحرير الجزء الغربي التابع لمحافظة الحديدة المحاد لتعز وتحرير المخا أيضاً، والملاحظ أنه في بداية انطلاق معركة تعز قبل خمس سنوات كان من الصعب تحرير غرب تعز عندما كان الحوثي مسيطرًا من حيس حتى المخا، وهذا التقدم الحاصل اليوم كان بإمكانه أن يتم بهذا الشكل بعد تحرير المخا والتقدم حتى حيس.

العامل الثاني: أصبح هم الحوثي في تمركز قوته في الحوبان ويفضل خسارة الجهة الغربية على خسارة الحوبان والجهة الشرقية لما لها من اعتبارات متمثلة في بقاءه مسيطرًا داخل مدينة تعز ولديه منافذًا نحو الجنوب.

العامل الثالث: الخسارة والاستنزاف التي تعرض لها الحوثي في مأرب والتي أنهكت قواه بشده.

صحيح هناك عدة ايجابيات لتحرير مديريات غرب تعز تتمثل في استخدام أبناءها في معركة الدفاع عن تعز بدل أن يستخدمهم الحوثي في صفه ضد تعز، بالإضافة لفك نوع من الحصار على تعز، ولكن هناك سلبيات متعلقة بالمعركة الشاملة على مستوى تعز وعلى مستوى اليمن ككل تتمثل في غياب الخطة الشاملة وعدم إدراك الاعتبار لتحقيق مكسب عسكري وعدم المضي وفق المرحلة العسكرية في التحرير.

غياب الخطة الشاملة

كان المفروض أن تتحرك كل جبهات تعز في آن واحد، وتنقسم لثلاثة أقسام، الأمامية والشرقية والغربية.. فتتحرك الأمامية لتحرير الحوبان والشرقية لتحرير الجهة الشرقية والغربية لتحرير الجهة الغربية، وهذه الخطة ستحقق تقدم أسرع وأسهل وتحقق استكمال تحرير تعز مدينتها وكل مديرياتها شرقاً وغرباً ويتم فك الحصار عنها بشكل كلي.

عدم كسب اعتبار نجاح عسكري محسوب

الاعتبار المحسوب في معركة اليمن ككل يتم وفق السيطرة على مساحة الأرض والسيطرة على عواصم المحافظات ونسبة السيطرة في الشمال والجنوب.

في مساحة الأرض، أكثر من نسبة 80٪ محررة بينما نسبة سيطرة الحوثي لا تتجاوز 20% ، وهذا ما يعني التفوق على الحوثي الذي يحتاج لنسبة 30 % حتى يتساوى بسيطرته على المساحة ثم ينتقل لمرحلة التفوق.

في عدد المحافظات التي عددها 22 محافظة، تعتبر السيطرة من خلال السيطرة على عواصم المحافظات، ولذا فإن عدد المحافظات المحررة تسع ونصف ثمان في الجنوب ومحافظة ونصف في الشمال مأرب ونصف تعز، وسيطرة الحوثي تعتبر على عدد اثنا عشر ونصف، أي انه متفوق في السيطرة بعدد المحافظات، وتحتاج الدولة للسيطرة على محافظتين ونصف حتى تساويه ثم تنتقل لمرحلة التفوق عليه.

في الشمال والجنوب، الجنوب كله محرر وجزء من الشمال وهذا ما يشكل نسبة 60 % من السيطرة 50٪ تعتبر الجنوب كلها و 10% في الشمال، بينما سيطرة الحوثي على نسبة 40% معتبرة على سيطرته في الشمال ويحتاج لنسبة 10% ليتساوى في سيطرته تتمثل في استكمال سيطرته على الشمال ثم ينتقل لمرحلة التفوق عبر التقدم للسيطرة على مناطق في الجنوب.

تحرير مديريات في تعز يقاس في اعتبار التقدم في مساحة الأرض، وكان الأولى أن يتم التقدم لاستكمال تحرير مدينة تعز ليكون ذاك اعتبار يؤدي لكسب نجاح في السيطرة على عدد عواصم المحافظات وتصبح عددها عشر بدل من تسع ونصف وهو ما يعتبر نجاح قياسي اعتباري للدولة وخسارة للحوثي.

عدم المضي وفق المرحلة في التحرير

ثلاث مراحل لعملية التحرير داخل نطاق كل محافظة، بداية التحرير ثم السيطرة ثم استكمال التحرير.

بداية التحرير من خلال تحرير عدة مديريات داخل المحافظة حتى الوصول لمركز المحافظة.

ثم بعد ذلك يتم الانتقال لمرحلة السيطرة من خلال تحرير عاصمة المحافظة ومن يسيطر على عاصمة المحافظة يعتبر مسيطر على المحافظة ثم يتم الانتقال لمرحلة استكمال التحرير عبر تحرير بقية المديريات.

في تعز تعتبر معركة عملية التحرير في مرحلة ونصف ومعركة الحوثي في مرحلة ونصف، الدولة تسيطر على أجزاء من مدينة تعز والحوثي يعتبر مسيطر، وكلاهما يعتبران متقاسمان في السيطرة.

انطلاق معركة تحرير تعز حاليًا لتحرير عدة مديريات غربًا قبل استكمال تحرير مدينة تعز، معناه أن معركة تعز الآن تخوض المرحلة الأولى، مرحلة بداية التحرير أو أنها انتقلت للمرحلة الثالثة استكمال التحرير دون أن تستكمل المرحلة الثانية مرحلة السيطرة وهذا ما يعني وجود خلل في مسار المعركة،  وكان الأولى أن تتقدم باتجاه الحوبان لتستكمل تحرير المدينة أو تنطلق في كل الجبهات في أن واحد لاستكمال تحرير المدينة واستكمال تحرير الريف.

• نقلا عن الرأي برس

زر الذهاب إلى الأعلى