جبايات وإتاوات مالية حوثية بعشرات الملايين في إب وسط اليمن
ضمن سلسلة جباياتها وإتاواتها المالية، فرضت مليشيا الحوثي الإرهابية قافلة مالية وعينية على مختلف شرائح أبناء مديريتي النادرة والشعِر، بمحافظة إب (وسط اليمن)، دعماً لمقاتليها في جبهات مأرب، في حين تتعالى الأصوات المطالبة بتحرير المنطقة من الإرهاب والظلم الحوثي.
مصادر محلية أكدت لوكالة “خبر”، أن القياديين الحوثيين المدعوين “عبدالجليل الشامي، وحافظ سفيان”، المعينين حديثا بمناصب مدير عام ومدير أمن للمديرية، والأخير ينتحل رتبة “عقيد”، فرضا جبايات وإتاوات مالية وعينية على مختلف أبناء المديرية.
المصادر أفادت أن الجبايات والاتاوات استهدفت بدرجة أساسية أبناء مخاليف “العود، وعمار” بمديرية النادرة، وأبناء مديرية الشعِر، فضلا عن بقية أبناء المديرية بمختلف شرائحهم.
ووفقاً للمصادر المحلية التي أعربت عن استيائها من الجور الحوثي الذي يتعرض له المواطنون في ذات المنطقة، فإن المليشيا ركّزت على أهالي المغتربين في دول الخليج وأمريكا وبريطانيا، وطالبتهم بدعم جبهات مأرب الواقعة شمال شرقي اليمن، بالمال والمواد االغذائية والبطانيات وغيرها.
وتحت تهديد المليشيا الحوثية بشكل غير مباشر للمواطنين من تصنيفهم “عملاء مع العدوان”، في إشارة إلى دول التحالف العربي في اليمن، رضخ المواطنون في مخلافي العود وعمار، بمديرية النادرة، لابتزازات المليشيا وقدموا تبرعات تصدرتها عزلة الفجرة بإجمالي 30 مليون ريال، يليها عزلة الشرنمة بإجمالي 10 ملايين ريال، وبعدها عزلة الزمازمة بمبلغ 5 ملايين ريال.
كما بلغ إجمالي ما حصدته من عزلة حدة مبلغ مليون وسبعمائة وعشربن ألف ريال يليها عزلة شعب المريسي بواقع مليون وستمائة وأربعة عشر ألف ريال يليها عزلة العارضة بقرابة المليون ريال، فيما بلغ إجمالي تبرعات مخلاف عمار بذات المديرية أكثر من 40 مليون ريال.
وذكرت مصادر قبلية لـ”خبر”، أن مخلافي “العود وعمار”، من أكبر مخاليف مديرية النادرة وتتبع أجزاء منهما إداريا مديرية دمت، بمحافظة الضالع، وتلك الأجزاء قدمت تبرعات مماثلة في نطاق دمت.
المصادر أوضحت لـ”خبر”، أن مديرية الشعِر التي تتبع إداريا محافظة إب ويُعرف أبناؤها بهجرتهم في معظم بلدان العالم معظمهم في الولايات المتحدة، كانوا هم الآخرون أكثر عرضة لابتزاز المليشيا، حيث بلغ إجمالي الاتاوات والجبايات التي جمعها الحوثيون من أبنائها قرابة 60 مليون ريال يمني.
وكشفت مصادر قبلية أن القياديين الشامي وسفيان استخدما عبر مندوبيهما في المديرية ضغوطا وتهم “التخابر والخيانة” ضد كل من يحاول إعاقة جمع التبرعات بالشكل الذي تريده، باعتبار دعم جبهة مأرب هو جهاد ضد “أمريكا ومواليها” الذين “لا يقل خطرهم عن خطر الكفار”- حد تعبير المليشيات.
وذكرت المصادر أن الاتاوات شملت مساهمات عينة من المواد الغذاية والاغنام والابقار والحبوب وغيرها.
ودعا شيخ قبلي، طلب عدم ذكر اسمه، إلى ردع المليشييا الحوثية تجاه ما ترتكبه بحق أبناء المديرية من إرهاب فكري، في ظل صمت المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إزاء تلك الجرائم.
وطالب قيادة التحالف العربي والقوات المشتركة والمقاومة الجنوبية التقاط فرصة انهيار المليشيا عقب الضربات الموجعة التي تتلقاها في جبهات مأرب والحديدة وتعز، والتقدم في استكمال تحرير محافظتي إب والضالع اللتين تمثلان بعدا استراتيجيا هاما.
وأكد أن غالبية أبناء مديريات دمت والنادرة وقعطبة والشعر التي تشهد حدودها مواجهات بين الطرفين أصبحوا يترقبون تقدم القوات المشتركة وإسنادهم لوجستيا وعسكريا في ظل العزم الجاد لتحرير مناطقهم من الظلم الحوثي.
نقلا عن وكالة خبر