المليشيا الحوثية تحول مدينة إب إلى مسرح لجرائمها
وجدت مليشيا الحوثي ضالتها في مدينة إب اليمنية، التي توصف بـ”اللؤلؤة الخضراء” وحولتها المليشيا لمسرح جرائم ومصدر نهب يغري الانقلابيين.
وما دفع المليشيات الحوثية وشجعها على إهدار دماء البسطاء من أبناء المحافظة التي تشتهر بـ”لواء اليمن الأخضر”، هو أن أهالي مدينة إب (وسط اليمن ) يشتهرون بوداعتهم وجنوحهم إلى السلم ونفورهم من القتال أو المواجهة.
وبحسب تقارير حقوقية صادرة عن المنظمات المحلية والدولية، تصدرت مدينة “إب” قائمة المدن اليمنية المكتوية بنيران الانتهاكات الحوثية، من قتل واختطاف ومداهمات ونهب للممتلكات، ضمن المدن الخاضعة لسيطرة المليشيات.
ويشكو سكان محافظة إب اليمنية من ارتفاع منسوب الجريمة الحوثية وانتشار الفوضى؛ بسبب أنشطة عصابات القتل التابعة لقادة المليشيات الانقلابية، وهو الأمر الذي أسفر عن قتل وإصابة 350 شخصًا خلال الستة الأشهر الأخير فقط.
ويشير تقرير حديث لـ”الشبكة اليمنية للحقوق والحريات”، وصل “العين الإخبارية” نسخة منه، إلى تفاقم منسوب الانتهاكات والجرائم الأمنية والجنائية؛ بما فيها القتل والسرقات والاختطاف والاقتحامات وغيرها، والتي ارتفعت وتيرتها في المحافظة ومديرياتها خلال الفترة الأخيرة إلى أضعاف عما كانت عليه سابقًا.
ووثق التقرير 1700 حادثة وقعت تنوعت بين جرائم قتل وشروع بالقتل، وجرائم حرابة وسرقات ونهب ممتلكات وبيع وترويج مخدرات، اقترفها الحوثيون ومشرفيهم.
كما سجل 105 جرائم قتل عمد، و20 جريمة قتل غير عمد، و227 جريمة شروع في القتل، بالإضافة إلى العشرات من جرائم النهب والسطو على الأراضي والممتلكات الخاصة بالمواطنين.
وفي الوقت الذي سعت فيه المليشيا الحوثية منذ انقلابها إلى إحداث فوضى أمنية واجتماعية عارمة بمناطق سيطرتها، قالت مصادر حقوقية إن تلك المساعي انعكست سلبا على حياة ومعيشة اليمنيين، وعملت على ارتفاع معدل الجرائم والانتهاكات إلى أرقام قياسية.
وفي هذا الصدد، أكد الناشط الحقوقي والمحامي من أبناء مدينة إب، عبدالله العديني تفشي الجريمة بمختلف أنواعها في المدينة، من قتل وسلب وسرقات بطريقة غير معهودة.
ويشير العديني لـ “العين الإخبارية”، إلى أنه لا يكاد يمر يوما دون تسجيل عشرات الحوادث، التي يتهم فيها قادة ومشرفون حوثيون بالوقوف خلف تنفيذها، وبشكل ممنهج، لافتًا إلى أن نسب الجرائم بمختلف أشكالها، وعلى رأسها القتل، لم تسجل أرقامًا قياسية في محافظة إب إلا في عهد سيطرة الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران.
وتابع الناشط اليمني أن المشرفين الحوثيين والقادة المتغولين في موارد وثروات المدينة الوديعة، ازدادوا ثراءً بشكل فاحش، بفعل عمليات السطو والنهب على أراضي اليمنيين البسطاء ومزارعهم، وبيعها لمتنفذين متعاونين مع المليشيا، مستغلين سيطرة الانقلابيين على مرافق الدولة اليمنية وتحديدا القضاء لتمرير عقود رسمية بعمليات النهب والبيع غير الشرعي للأراضي.
لكن الطامة الكبرى التي حذر منها “العديني”، تكمن في مخاطر الاتجار بالمخدرات التي امتهنها قادة الحوثيين ومشرفيهم، نتيجة ما تحققه من ثراء قياسي، على حساب شباب مدينة إب ومستقبلها.
وكان التقرير الحقوقي للشبكة اليمنية للحقوق والحريات لفت إلى أن عمليات الترويج للمخدرات كأحد الانتهاكات المسجلة على المليشيا الانقلابية، التي استغلت وداعة أهالي إب، في تسهيل سيطرتهم على مقدرات المدينة وثرواتها، من خلال المرور على جثث ودماء أبنائها وممتلكاتهم.
وما زالت حادثة مقتل امرأة في مديرية “العدين” بمدينة إب، أمام مرأى من أطفالها، على يد قيادي أمني وعناصر مليشيا الحوثي اقتحموا منزلها، أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عالقا في أذهان الكثير من اليمنيين .
وهزت تلك الحادثة الرأي العام باليمن وجذبت الأنظار نحو الإرهاب الذي يفتك باللؤلؤة الخضراء لليمن الذي كان سعيدا قبل سيطرة مليشيا الحوثي.
وكانت عناصر حوثية تتخذ من إدارة أمن العدين مقرا لها، اقتحمت منزل مواطن، وقاموا بالاعتداء على امرأة وأطفالها الأربعة، حيث تعرضت للضرب الشديد في أجزاء مختلفة من جسدها، ما أدى إلى وفاتها في وقت لاحق.
وقالت مصادر حقوقية إن ذريعة المسلحين الحوثيين في اقتحام المنزل كانت للبحث عن الزوج الذي تقول المليشيا إنه مطلوب لأجهزتها الأمنية.
وسبقت تلك الحادثة البشعة واقعة اقتحام قيادي حوثي منزل مواطن يمني في ذات المديرية، والاعتداء عليه أمام أسرته بصورة مروعة، في ظل انتهاكات يومية تمارسها المليشيا بحق اليمنيين في المحافظة الخاضعة لسيطرتهم منذ أواخر 2014.
نقلاً عن ” العين الإخبارية”