مارتن غريفيث يعترف أخيرًا: الهجوم على مطار عدن «جريمة حرب»

اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفثس، الهجوم المروع على مطار عدن، محاولة متعمدة لتحويل الأمل في تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة إلى شقاق ويأس، وعرقلة الجهود الرامية لتحقيق السلام وتخفيف وطأة معاناة اليمنيين.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه مساء الخميس مع وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، حيث جدد إدانته المطلقة للهجوم الجبان الذي وقع على أعضاء الحكومة اليمنية فور وصولهم لمطار عدن، وهو الهجوم الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.

وتحرك مارتن غريفيث إعلاميًا بعد بيانه السابق الذي اعتبر أن الهجوم الحوثي الإرهابي على مطار عدن الدولي والحكومة اليمنية، دافعًا قويًا للجلوس على طاولة الحوار مع الجماعة الإرهابية، في إشارة منه إلى ضرورة استسلام الحكومة اليمنية للمليشيا الإرهابية.

وقدم المبعوث الأممي، بحسب بيان صحافي صادر عن مكتبه، تعازيه الحارة لكل من فقد عزيزًا، وعبر عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.

وأضاف: “لقد كان يوم أمس يومًا حزينًا للغاية لليمن. إن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية هو خرق خطير للقانون الدولي الإنساني. وقد روَّع هذا الهجوم المستهجن على المدنيين في عدن، وأيضًا في جميع أنحاء البلاد”. وأكد أن انتهاكًا بهذا الحجم قد يمثل جريمة حرب.

وأثنى غريفثس على ثبات رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، وأشاد برسائل الطمأنة السريعة التي وجهوها لليمنيين للتأكيد على التزامهم بمواصلة مهامهم على الرغم من كل التحديات.

وجدد التزام الأمم المتحدة بدعم اليمنيين من أجل “الوصول إلى مستقبل من السلام المستدام يخلو من الخوف والحزن المصاحبين لأيام مثل الأمس”.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن الوزير بن مبارك، تأكيده أثناء الاتصال الهاتفي مع غريفثس، أن هذا العمل الإرهابي الذي اقترفته الميليشيات الحوثية لا يستهدف شخوص الحكومة بقدر ما يستهدف مساعيها وتطلعات وآمال الشعب اليمني لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.

وأشار إلى أن ذلك لن يزيد الحكومة إلا تماسكا وإصرارا على إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وتحقيق دعائم الاستقرار.

وفي وقت سابق اليوم، اتهم رئيس الحكومة اليمنية، معين عبدالملك، ميليشيا الحوثي الانقلابية رسميا بالوقوف وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي، والذي قال إنه تم من خلال “صواريخ موجهة”.
وكشف عن معلومات استخباراتية وعسكرية عن وجود خبراء إيرانيين كانوا موجودين لتولي هذه الأعمال.

وأضاف “عندما نتحدث عن ميليشيا الحوثي فإن هذا يقودنا إلى الحديث عن إيران ومشروعها التخريبي في المنطقة من خلال تهديد الملاحة الدولية وابتزاز العالم عبر أذرعها ووكلائها من الميليشيات في المنطقة”.

وأوضح رئيس الحكومة اليمنية، أن هذا الهجوم الإرهابي رسالة واضحة من ميليشيا الحوثي الى الشعب اليمني والمجتمع الدولي بأنها مجرد أدوات لدى إيران وليست جادة في السلام، مشيرا إلى أن استهداف الحكومة هو استهداف للسلام وتأكيد على مضي هذه الميليشيا الإرهابية في أعمالها.

كما شدد على ضرورة أن تتعدى إدانات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مجرد الاستنكار إلى الإشارة لمن ارتكب هذا الهجوم الإرهابي بوضوح ودون مواربة. وقال “المجتمع الدولي لا يزال يناقش تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، أما بالنسبة لنا نحن في اليمن فالأمر واضح وأفعال وجرائم هذه الميليشيا تثبت أنها تنظيم إرهابي”.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة اليمنية، بلوغ حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي أثناء وصول الحكومة 134 شخصا، منهم 25 قتيلا و110 جرحى بينهم نساء وأطفال، ورجحت احتمال ارتفاع أعداد الضحايا مع وجود عديد من الجرحى حالاتهم خطرة.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة، فإن الضحايا من القتلى والجرحى بينهم مسؤولون حكوميون وموظفون بمؤسسات الدولة ومنظمات دولية ومدنيين وتوزعوا على عدد من المستشفيات العامة والخاصة في مديريات عدن.

كما أعربت عن بالغ أسفها لسقوط قتلى وجرحى من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في إطار الهجوم الإرهابي الذي طال أيضا الطواقم والعاملين بالمجال الإغاثي والإنساني في انتهاك سافر للقانون الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى