بوصلة الأسد الإعلامية تميل باتجاه لونا الشبل على حساب بثينة شعبان

أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا جمهوريا، بتعيين الإعلامية لونا الشبل في منصب مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية، بعد أن كانت مستشارة إعلامية، ما دفع وسائل إعلام إلى التساؤل عن مصير بثينة شعبان “المستشارة للشؤون السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بمرتبة وزير”، خصوصا أن المنافسة محتدمة بين السيدتين منذ سنوات.

ونقلت وسائل إعلام محلية نصّ القرار الجمهوري، الذي قضى بنقل الشبل من ملاك الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى ملاك “رئاسة الجمهورية”، على أن تقوم بما يكلفها به رئيس الجمهورية من أعمال، إضافة إلى أن النفقة الناجمة عن القرار تصرف من موازنة الرئاسة.

وذكر إعلاميون سوريون، على حساباتهم في فيسبوك، أن تعيين الشبل مستشارة خاصة للرئيس جاء مع احتفاظها بـ”مهامها السابقة”.

وتعد لونا الشبل الواجهة الإعلامية لسوريا، وأثبتت كفاءة عالية في منصب رئاسة مكتب الإعلام والتواصل في رئاسة الجمهورية، وقد قُلّدت هذا المنصب كي يتسنى لها تقديم الاستشارات والنصائح الإعلامية، وأشرفت على التقارير الإعلامية اليومية.

وتشرف الشبل على مقابلات الأسد الإعلامية مع وسائل الإعلام الأجنبية، كما يعرف عنها تحكمها وإشرافها على التعيينات في وسائل الإعلام السورية الرسمية.

وامتدت صلاحياتها إلى اختصاصات خارجة عن نشاطاتها الإعلامية، مثل التقارير الأمنية والعسكرية والاقتصادية، إلى درجة أن الكثير من المتابعين أطلقوا عليها لقب “السيدة الثانية”.

وجرى الحديث مرارا عن تنامي دورها على حساب دور بثينة شعبان، وعن وجود صراع خفي بين الاثنتين.
وإثر تمتين علاقتها مع الأسد، شكلت الشبل تحالفا بات يُعرف بتحالف لونا، ويضم وزير الإعلام عماد سارة وعدد من الوزراء وقادة فروع الأمن الموالين لروسيا، في ظل تحالف آخر يتبع بثينة شعبان ومقرب من الإيرانيين.

وعلى الضفة الأخرى تعتبر شعبان في قلب المشهد السياسي والإعلامي السوري، وقد نشطت طوال عقود كمتحدثة إلى العالم بـ”لسان الأسد”، خاصة عندما يرغب في مخاطبة الغرب بلغته، وهي من أبرز وجوه الحرس القديم للرئاسة السورية، وإحدى صلات الوصل مع إيران.

وتعرضت شعبان في الآونة الأخيرة لهجمة تسريبات وشائعات، تحدثت عن حجم ثروتها والمزايا “الاستثنائية” التي يتمتع بها أبناؤها، وواجهت انتقادات حادة، بسبب تصريحات تحدثت فيها عن الوضع الاقتصادي في البلاد، حيث قللت من حجم الأزمة الاقتصادية التي تعصف به.

ورأى متابعون أن ترقية الشبل جاءت ضمن إستراتيجية إعلامية جديدة توخّاها الرئيس الأسد، مع سعيه العلني لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة، سنة 2021، خصوصا أن الشبل تعتبر من الجيل الجديد وتمتلك خبرة في العلاقات العامة والتوجهات الإعلامية الحديثة، وهي أكثر مرونة من شعبان التي وقعت في أخطاء عديدة وتعتمد تصريحاتها الإعلامية على الرفض والإدانة والاستنكار دون حجج مقنعة لتلميع صورة الأسد.

ورصدت وسائل إعلام عربية أن مقال بثينة شعبان، الأخير، تحدث عن الدور الأميركي في المنطقة، بالطريقة ذاتها التي يستعملها الإعلام الإيراني فيما تلتزم الشخصيات القريبة من الأسد، وكذلك مسؤولو الحكومة، خطابا يعتمد نوعا من الوسطية القائمة على تسويات معينة لا يشار فيها إلى الأميركي إلا كخصم في السياسة، لا كـ”عدو شامل” على طريقة الخطاب الإيراني المزمن.

ولم تحسم الآراء مسألة ما إذا كان تعيين الشبل يعني إقصاء لشعبان، أم أنهما ستعملان معًا، في الصفة الوظيفية نفسها.

وجاء القرار بالتوازي مع إصدار وزير الإعلام السوري، عماد سارة، عدة قرارات صباح السبت، عين بموجبها عدنان أحمد مديرًا لقناة الإخبارية وحبيب سلمان مديرًا للفضائية السورية وميسون يوسف مديرة للمركز الإخباري.

وأعلنت رئاسة الوزراء السورية، الأحد، وبعد كتاب من وزارة الإعلام، عن تغييرات شاملة، تمت فيها تعيينات جديدة، طالت مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر، ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، ومدير القناة الفضائية السورية ومدير القناة الإخبارية، ومدير الأخبار المصورة، ومدير إذاعة دمشق، ومديرية البرامج، وقناة سوريا دراما، ورئاسة تحرير صحيفة “تشرين” الرسمية، وتعيين معاون جديد لوكالة سانا، وتعيين مستشار جديد لوزير الإعلام.

وتميزت هذه التغييرات بكثرتها العددية، قياساً بالتغييرات العادية التي كانت تشمل مديراً أو اثنين، ما يشير إلى خطة وزارة الإعلام باعتماد أسلوب جديد في إدارة الإعلام السوري، من المرجح أن ينعكس على الأداء الإعلامي الرسمي.

وفي أغسطس الماضي فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات شملت ستّ شخصيات مقربة من النظام، من بينها لونا الشبل. وذكر بيان الوزارة أن لونا الشبل عضو بارز في الدائرة المقربة من الأسد. وهي ومستشارة للأسد، ومسؤولة إعلامية، وواحدة من كبار المسؤولين الصحافيين في الحكومة السورية.

وسبق أن عملت الشبل مذيعة في قناة الجزيرة قبل أن تستقيل منها عام 2011، وقد انتقدت تغطيتها الإعلامية للثورة السورية معتبرة أنها منحازة ضد الرئيس السوري. وبعد عودتها إلى سوريا، بدأت تظهر على تلفزيون “الدنيا” كمنظّرة سياسية قبل أن تنتقل إلى القصر الجمهوري.

نقلاً عن  ” العرب اللندنية”

زر الذهاب إلى الأعلى