بالتزامن مع محاولة غريفيث الهروب إلى الأمام.. الحوثيون يخرقون اتفاقية ستوكهولم

لا تزال المليشيا الحوثية الموالية لإيران، تركتب الخروقات اليومية، لاتفاقية ستوكهولم، وسط تحركات أممية لإبرام اتفاق آخر، بين الحكومة اليمنية والجماعة الموالية لإيران.

قصفت مليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن، الخميس 5 نوفمبر 2020، الأحياء السكنية في مديرية التحيتا بالحديدة، بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقالت مصادر محلية في التحيتا، إن المليشيا شنت قصفًا عنيفًا بقذائف الهاون الثقيل عيار 120 وقذائف آر بي جي وسلاح م.ط 23 بالتزامن مع استهداف بالأسلحة الرشاشة، مخلفة الرعب والخوف في أوساط الأهالي.

وتستمر مليشيات الحوثي في تصعيد عملياتها العسكرية وانتهاكاتها للهدنة الأممية في مختلف مناطق الحديدة، ضاربة بالمعاهدات والمواثيق الدولية عرض الحائط.

واعتبر مراقبون سياسيون، إن هروب المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى الأمام، وعدم إجبار المليشيا الحوثية الموالية لإيران، بالاتفاق ببنود مسودة ستوكهولم، والإنسحاب من الحديدة، شجع المليشيا الحوثية بممارسة المزيد من الخروقات ضد الهدنة الأممية، عارضة كل القرارات الدولية على أرض الحائط.

اتفاقية جديدة
يأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات لدبلوماسيين، أكدوا فيها أن المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث وبلاده (بريطانيا) يضغطان بكل قوة على الحكومة اليمنية والتحالف العربي، للقبول بمسودة مذلة (الإعلان المشترك) والتوقيع عليها قبل فبراير القادم، وقبول السعودية من حيث المبدأ.

ونوهت المصدر بخطورة تلك الوثيقة التي تعد مغالطة واضحة، ومحاولة التفاف من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، على المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي)، بهدف نزع اعتراف دولي ومنح المليشيا الموالية لإيران صبغة الشرعية دولية، من خلال التوقيع على “الإعلان المشترك”.

وأشارت المصادر، إلى أن وثيقة الإعلان المشترك، هي متقاربة جدًا لبنود اتفاقية ستوكهولم، التي وقعت الحكومة اليمنية عليها في ديسمبر 2018، ورفض الحوثيين تطبيقها، وعجزت الأمم المتحدة في إقناع الحوثيين تنفيذ بند واحد من بنود تلك الاتفاقية التي كبلت القوات الحكومية اليمنية، ومنحت الفرصة للحوثيين لملمة صفوفهم والتحول من الدفاع إلى الهجوم.

نسف اتفاقية ستوكهولم
والخميس 8 أكتوبر2020، وبعد ساعات قليلة من ترحيب ناطق المليشيا الحوثية الموالية لإيران، محمد عبد السلام ببيان المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى اليمن، نفذت المليشيا حربًا مفتوحة على الأرض في عدة مناطق وزادت من تصعيدهت العسكري بمحافظة الحديدة، معلنة بذلك على الأرض نسفًا شاملًا لاتفاقية ستوكهولم.

غير أن يقظة القوات المشتركة، أحبطت ذلك الهجوم، ووجهت ضربة قاسية جديدة للجماعة الإرهابية وكبدتها خسائر جديدة جراء تصعيدها المتواصل في جبهة الساحل الغربي، وفقًا لمصدر عسكري ميداني.

لكن المليشيا الحوثية الموالية لإيران استنجدت مرة أخرى بالمبعوث الدولي، وهددت بتفجير الناقلة صافر، في حال استمرار القوات المشتركة دفاعها عن النفس وتصديها لعناصرها الإرهابية.

تصعيد متواصل
وتواصل المليشيات الحوثية انتهاكاتها للهدنة الأممية وتصعيد عملياتها العسكرية رغم تمديد التحالف العربي لوقف إطلاق النار الشامل في اليمن، غير أنها تتكبد خسائر فادحة في العتاد والأرواح من قبل القوات المشتركة التي تتصدى لهجماتها المخترقة للهدنة الأممية في الحديدة.

وصعدت المليشيا الحوثية خلال الفترة الأخيرة خروقاتها وانتهاكاتها للهدنة الأممية من خلال قصف نقاط ضباط الارتباط التي أنشأتها الأمم المتحدة في أكتوبر 2019، إضافة لاستحداث وحفر خنادق طويلة تمتد إلى داخل مزارع ومنازل المواطنين شرق المديرية.

ويقول مراقبون سياسيون في الشأن اليمني، إن مواصلة المليشيا الحوثية تصعيدها العسكري في الحديدة، دلالة واضحة بعدم قبول تلك الجماعات المبادرات الأممية والمجتمع الدولي لعملية السلام ورفضها تطبيق أي بند من بنود اتفاق ستوكهولم ووقف عملية إطلاق النار بمدينة الحديدة.

نشر نقاط المراقبة
وخلال الفترة 19 -23 اكتوبر 2019 م نشرت الأمم المتحدة 5 نقاط، لمراقبة وقف إطلاق النار في منطقة الخامري ومدينة الصالح، شمالي الحديدة، وقوس النصر “شرقي المدينة”، ‎ومنطقة المنظر “جنوبي المدينة” وفي جولة سيتي ماكس بشارع صنعاء شرقي المدينة، بإشراف رئيس البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة، الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، كان يفترض أن تستحدث الأمم المتحدة نقاط مراقبة في المناطق الأكثر سخونة، بعد أسبوعين من ذلك.

وعلق الجانب الحكومي مشاركته في لجنة تنسيق إعادة الانتشار وسحب ممثليه من نقاط الرقابة ومركز العمليات المشتركة لدى بعثة الأمم المتحدة جراء الموقف السلبي للأمم المتحدة تجاه خروقات المليشيات الحوثية والتي بلغت حد استهداف العاملين ضمن فريق البعثة.

والجمعة 17 أبريل 2020، أعلنت مصادر طبية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، عن وفاة ضابط الارتباط العقيد محمد الصليحي بعد 33 يوما من استهدافه بشكل مباشر من قبل المليشيات الحوثية في نقطة الرقابة الخامسة (سيتي ماكس) التابعة لبعثة الأمم المتحدة داخل مدينة الحديدة.

فشل أممي
وبسبب الخروقات اليومية من قبل المليشيا الحوثية، وعدم الالتزام بذلك، يجد الجنرال الهندي أبهيجيت جوها، رئيس فريق المراقبة الأممي في الساحل الغربي، صعوبة في إقناع المليشيا الحوثية بتنفيذ الاتفاق، من أجل الانتقال للمرحلة الثانية، تمهيدًا لتطبيق اتفاق السويد.

وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام وعشرة أشهر على توقيعه.

زر الذهاب إلى الأعلى