فرنسا تدخل الإغلاق العام وإجراءات عزل جديدة في بريطانيا
يستمر وباء كورونا (كوفيد-19) في التفاقم بأنحاء العالم مع إعادة فرض إغلاق تام في فرنسا دخل حيز التنفيذ، الجمعة، وفرض إجراءات عزل جديدة في بريطانيا، وتسجيل الولايات المتحدة عدداً قياسياً من الإصابات بلغ 90 ألفاً في 24 ساعة أمس الخميس.
فرنسا تدخل الإغلاق التام
وأعادت فرنسا فرض الإغلاق التام، بعدما تجاوز عدد الوفيات فيها 36 ألفاً، أمس الخميس، منذ بداية انتشار الوباء للمرة الثانية، بينهم 250 شخصاً خلال آخر 24 ساعة، وفق معطيات رسمية نشرها جهاز الصحة العام الفرنسي.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن عدد المصابين ارتفع في أقسام الإنعاش والرعاية المركزة إلى 3147 بعد استقبالها 395 حالة جديدة قبل يوم، و2278 حالة في الأيام السبع الأخيرة. أما عدد الأسرّة في الإنعاش، الذي كان قد ارتفع من 5100 إلى 5800 عقب الموجة الوبائية الأولى، فقد رفع إلى 6400 بداية الأسبوع ويفترض أن يتجاوز قريباً 7 آلاف، وفق وزير الصحة أوليفييه فيران.
ووفقاً لما أعلن ماكرون، الأربعاء، فلن يكون هذا الإغلاق مشابهاً للحجر الصارم الذي فرض في البلاد خلال الربيع لمدة شهرين خلال انتشار الموجة الأولى التي أودت بحياة 30 ألف شخص، ومن المقرر أن تبقى دور الحضانة والمدارس والمعاهد والمدارس الثانوية مفتوحة بتدابير صحية معززة من شأنها أن تسمح للعديد من الآباء بمواصلة أعمالهم، لكن سيتم إغلاق الأعمال “غير الأساسية” مجدداً وكذلك المسارح وصالات الاحتفالات.
وقال رئيس الوزراء جان كاستيكس، الخميس، “ليس هناك حل آخر”. متوقعاً أن يبلغ مستوى القدرة الاستيعابية للمستشفيات في نوفمبر (تشرين الثاني) “أعلى مما كان عليه في أبريل (نيسان)”.
وتخشى السلطات الفرنسية من أن تبلغ خدمات الانعاش أقصى طاقتها بينما أكثر من نصف الأسرّة المتوافرة البالغ عددها 5800 مشغولة.
وأصبحت فرنسا واحدة من البلدان أو المناطق النادرة في أوروبا، مع إيرلندا وويلز، التي تلجأ إلى خيار حجر كل السكان، وهو أقوى سلاح ضد فيروس كورونا.
والخميس، استعد الفرنسيون لهذا الخيار. فهرع البعض إلى مصففي الشعر فيما بدأ آخرون شراء خراطيش الحبر وورق المراحيض. بينما تظاهر العشرات في بعض المناطق، مساء الخميس، تنديداً بإعادة إغلاق البلاد. وقال منظم احتجاج في كاستر (جنوب) دافي كارافاكا “سيجتمع الأشخاص بين بعضهم في المنازل بين 20 و30 شخصاً ويصابون بكوفيد-19 وبعد أشهر تعود العدوى إلى التفشي”.
إجراءات عزل جديدة في بريطانيا
وفي بريطانيا، قال وزير الخارجية دومينيك راب إن فرض عزل عام في سائر أنحاء إنجلترا ليس حتمياً لاحتواء زيادة حالات الإصابة بكوفيد-19، مضيفاً أن تبني منهج للتعامل مع الأمر حسب الوضع في كل منطقة قد ينجح إذا التزام الجميع بالقواعد المحددة لمناطقهم.
وعبر راب عن اعتقاده أن الوضع خطير لكنه في الوقت نفسه أبدى ثقته في أسلوب الحكومة لمواجهة الأزمة.
وسجلت بريطانيا أكثر من 20 ألف إصابة جديدة يومياً في المتوسط على مدى الأسبوع الماضي و200 وفاة يومياً في المتوسط خلال الفترة نفسها. كما سجلت، الخميس، 280 حالة وفاة جديدة لأشخاص ثبتت إصابتهم بالوباء خلال الأيام الثمانية والعشرين الماضية ليصل العدد الإجمالي في الأيام السبعة الأخيرة إلى 1608 في زيادة بنسبة 52.6 في المئة عن الأيام السبعة التي سبقتها.
وأظهرت بيانات الحكومة رصد 23065 حالة إصابة جديدة بكوفيد-19، الخميس. وكان العدد الإجمالي على مدى الأيام السبعة الأخيرة 154873 حالة في زيادة بنسبة 13.2 في المئة مقارنة بالأيام السبعة التي سبقتها.
رقم قياسي بالولايات المتحدة
وسجلت الولايات المتحدة، الخميس، رقماً قياسياً جديداً لحالات الإصابة بفيروس كورونا في غضون 24 ساعة، متجاوزةً للمرة الأولى عتبة الـ90 ألف إصابة جديدة، وفقاً لإحصاء جامعة جونز هوبكنز.
وأحصت البلاد التي شهدت تصاعداً في عدد الإصابات منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، نحو 90 ألفاً و290 إصابة جديدة بين يومي الأربعاء والخميس، بحسب بيانات الجامعة التي يتم تحديثها باستمرار. وسجلت الولايات المتحدة في المجموع 8.94 مليون إصابة منذ بداية الجائحة.
الاتحاد الأوروبي يخصص 220 مليون يورو لنقل المصابين
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي سيخصّص 220 مليون يورو لنقل مصابين بكوفيد-19 من دولة المتضررة بشدة من الفيروس، إلى دول أعضاء أخرى تتوافر في مستشفياتها أسرة فارغة.
وقالت المسؤولة عقب اجتماع عبر الفيديو مع قادة الدول الـ27 إنه يجب على بلدان الاتحاد “أن تتشارك بيانات دقيقة وبشكل آني” حول فيروس كورونا المستجد، لأن “الاستعمال الجيد للمال يتطلب في المقابل الحصول على معلومات جيدة”.
ويجمع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها تلك المعطيات التي ستُستخدم في التعرف إلى القدرات في وحدات العناية المركزة. وفي مواجهة ارتفاع عدد الإصابات في أنحاء القارة، دعت بروكسل رؤساء الدول والحكومات إلى تحسين تنسيق إجراءاتهم الصحية.
وأضافت فون دير لاين “سنُطلق منصة لجمع الخبراء الذين يقدمون توصياتهم للحكومات، بهدف تشارك أفضل الممارسات وإضفاء انسجام على التوصيات العلمية وتجنب بعث رسائل متضاربة”. ودعت المسؤولة إلى تعزيز ترابط التطبيقات المستعملة لتتبع الإصابات في كل دولة، وقد رُبطت ثلاثة منها حتى الآن بنظام وضعته بروكسل ويُنتظر أن يُربط به 19 تطبيقاً آخر. وقد حمل 50 مليون مواطن أوروبي هذه التطبيقات. ونوقشت أيضاً مسألة حرية الحركة التي تعطلت في الربيع مع ظهور الوباء، وهي تمثل أولوية.
ودعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نظراءها إلى عدم إغلاق حدود دولهم مرة أخرى. وقالت “بالنسبة إلى ألمانيا، الدولة الواقعة وسط أوروبا، من المهم أن تبقى الحدود مفتوحة، وأن يواصل الاقتصاد العمل وأن نحارب الجائحة معاً”.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال “تعلمنا دروساً من الموجة الأولى، عندما كان رد الفعل في بداية الأزمة هو إغلاق الحدود”.
وبخصوص الحدود الأوروبية الداخلية، تقترح بروكسل توسيع “الممرات ذات الأولويّة” لنقل السلع والمحصورة حالياً بالشحن البري، لتشمل النقل عبر السكك الحديد والجو والأنهار. واعتبرت فون دير لاين أن ذلك سيكون “خطوة جيدة لحماية السوق الموحدة”.
وتعتزم المفوّضية أيضاً تسهيل السفرات الضرورية عبر وضع استمارة أوروبية موحدة “بحلول نهاية العام”. ودعت إلى مواءمة قواعد الحجْر الصحي والاعتراف المتبادل بالفحوص.
وتوافق القادة الأوروبيون أيضاً على تنسيق أفضل لاستراتيجياتهم في مجال اللقاحات. وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن اللقاحات المستقبلية ستكون متوافرةً لجميع الدول “في الوقت ذاته ووفق الشروط نفسها” بناءً على عدد سكانها.
ولتحقيق ذلك، طلبت المفوضية من الدول تقديم خططتها لتتأكد من توافر البنى التحتية الضرورية. وفي انتظار اللقاح، يُراهن الاتحاد الأوروبي على حملة فحص “مكثفة” بفضل تعميم الفحوص السريعة الجديدة. وخصص التكتل 100 مليون يورو لهذه الفحوص.
نصف مليون في المانيا
وأظهرت ألمانيا بيانات من معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية أن عدد حالات الإصابة المؤكدة ارتفع بواقع 18681 حالة ليقفز الإجمالي إلى 499694، كما أظهرت البيانات ارتفاع الوفيات بواقع 77 حالة ليبلغ إجمالي الوفيات 10349.
قفزة يومية جديدة في روسيا
وفي روسيا، بلغ عدد حالات الإصابة اليومية 18283 إصابة بينها 5268 في العاصمة موسكو، ليرتفع بذلك الإجمالي على مستوى البلاد إلى مليون و599976 منذ بدء الجائحة، كما سجلت السلطات 355 وفاة خلال 24 ساعة، ليرتفع العدد الرسمي للوفيات جراء الفيروس إلى 27656.
البرازيل والمكسيك
وقالت وزارة الصحة في البرازيل، إنها سجلت 513 حالة وفاة جديدة و26106 حالات إصابة. وسجلت البرازيل إجمالاً نحو 5.5 مليون إصابة بالفيروس و158 ألفاً و969 حالة وفاة.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة المكسيكية تسجيل 5948 إصابة جديدة و464 وفاة، ليرتفع العدد الرسمي للإصابات إلى 912811 والوفيات إلى 90773.
ويقول مسؤولو الصحة، “إنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للإصابات أعلى بكثير من الأرقام المعلنة، بينما قالت الوزارة، الأحد الماضي، إن العدد الحقيقي للوفيات قد يكون أعلى من 50 ألفاً”.