بتكتيك إيراني ودعم غريفيث.. أسباب زيادة الهجمات الحوثية على السعودية
أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن، الاثنين 26 أكتوبر 2020 اعتراض وتدمير ثامن طائرة بدون طيار مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية باتجاه السعودية خلال الأربعة والعشرين الساعة الماضية.
وبحسب ما جاء على وكالة الأنباء السعودية “واس”، صرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي بأن قوات التحالف المشتركة تمكنت من اعتراض وتدمير طائرة دون طيار مفخخة أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية بطريقة ممنهجة ومتعمده لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية.
في غضون شهر واحد، أرسل الحوثيون نحو 40 طائرة مفخخة لاستهداف الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية، لكن ذلك زاد خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية، بطريقة ممنهجة، بالتزامن مع لقاء المبحوث الأممي مارتن غريفيث رئيس وفد المليشيا التفاوضي في عمان.
ويقول محللون سياسون مختصون في الشأن اليمني، إن زيادة وتيرة الهجوم الحوثي على المملكة العربية السعودية، يأتي بعد أيام من صمت التحالف العربي من إعلان الحوثيين على الأرض نسف اتفاقية ستوكهولم، وأيضًا وصول الحاكم العسكري الإيراني إلى صنعاء الذي وضع تكتيكًا إيرانيا لتصعيد الحرب في اليمن، إضافة إلى الضوء الأخضر الذي تلقاه متحدث الحوثيين محمد عبدالسلام، من مارتن غريفيث في اللقاء الذي جمعهما في سلطنة عمان السبت الماضي.
وأوضح المحللون، أن المليشيا الحوثية، عندما عمدت على خرق اتفاقية ستوكهولم كانت تهدف إلى جس نبض التحالف العربي والمجتمع الدولي، وردودهم على ذلك، وبناء عليه، ستتخذ خطوات عسكرية كانت أو سياسية؛ غير أن الرد كان هو الدعوات لإتمام عملية السلام في اليمن، وهو ما تتمناه المليشيا الحوثية لتصعّد من طرفها للضغط بهدف الحصول على مكاسب سياسية وعسكرية أكبر.
وبيّن المحللون، أن التصعيد العسكري، جاء أيضًا بعد أيام من رفض الحكومة اليمنية للمسودة الحوثية لوقف إطلاق النار في اليمن التي يروجها مارتن غريفيث، مما أغضب ذلك إيران وأرسلت حاكمها العسكري إلى صنعاء بصلاحيات كاملة بهدف التصعيد العسكري، مشيرين إلى أن ما يحدث هو جزء من عملية متكاملة أعدتها إيران بشكل متقن بهد هزيمة التحالف العربي وإخضاعه للقبول بالمسودة الحوثية، وتعنيدها بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وأكدت مصادر مطلعة، أن مارتن غريفيث أبلغ محمد عبدالسلام السبت الماضي، بأنه يجد صعوبة في تسويق المبادرة الحوثية، ووضع لهم خطتين لتنفيذها، أولها تقديم تنازلات، وثانيا تكثيف الضربات على المملكة العربية السعودية، والتصعيد العسكري نحو مأرب والحديدة، وهو ما يبدو أن الحوثيين اختاروا الخطة الثانية.
وخلال الفترة الأخيرة، صعّدت ميليشيات الحوثي من عملياتها العسكرية بالطائرات المسيرة محاولةً استهداف الأعيان المدنية في السعودية والمحافظات اليمنية التي تشهد مواجهات وأبرزها نهم ومأرب والجوف والساحل الغربي.