صور أقمار صناعية تكشف كارثة بدء تسرب نفط الناقلة صافر في البحر الأحمر
أظهرت صور من الأقمار الصناعية بدء حدوث تسرب نفطي من خزان صافر العائم بميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة في البحر الأحمر غرب اليمن، ما ينذر بكارثة بيئية قد تهدد دول المنطقة.
ونشر موقع Tanker Trackers على صفحته في تويتر صورة تم التقاطها لخزان صافر التي تتضمن ما يقارب 35 حجرة تخزينية وتظهر بشكل واضح تسربا نفطيا حديثا منذ أسبوعين في البحر الأحمر واختراق التسرب لكمية كبيرة من الماء في الخزان العائم صافر.
تحفظات الحوثي
وكان التوقيع على اتفاق الصيانة العاجلة للناقلة صافر بين الحوثيين والأمم المتحدة تعذر بسبب تحفظ الحوثيين على وثيقة الاتفاق غير المستوعبة لملاحظات الفريق الفني بشأن نطاق عمل الفريق الأممي، بحسب موقع “يمن مونيتور”.
وفي 14 سبتمبر الماضي، حذر خبراء نفط من أن خزان صافر بدأ بالتسرب محدثاً بقعة نفطية شوهدت على مسافة 50 كيلو مترا إلى الغرب من ناقلة صافر التي تواجه خطر تسرب 1.1 مليون برميل من الخام قبالة ساحل اليمن غرب البلاد.
وكان مقررا التوقيع على الاتفاق الإطاري لإجراءات صيانة الخزان العائم، خلال اجتماع افتراضي عقد يوم الجمعة الماضي مع مكتب المبعوث الأممي، وفريق المنظمة الدولية لخدمات المشاريع، غير أن تحفظات الحوثيين بشأن وثيقة الاتفاق، أرجأت ذلك إلى الثلاثاء “في حال تم استيعاب الملاحظات المتفق عليها”.
Our sad news is that an oil spill occurred a couple of weeks ago at the 44yo FSO SAFER in the Red Sea. In the SkySat photo captured by @planetlabs we see the moment a large amount breached the water; possibly from the hose. SAFER has 34 storage compartments but over 1M barrels. pic.twitter.com/2UGEVvvY7a
— TankerTrackers.com, Inc.⚓️🛢 (@TankerTrackers) ٢ أكتوبر ٢٠٢٠
ابتزاز السياسي
وتتهم الحكومة اليمنية الشرعية، ميليشيات الحوثي باستخدام ناقلة النفط صافر للابتزاز السياسي، مع استمرارها في منع الفريق الأممي من الوصول إلى الناقلة، رغم دعوات الحكومة والمجتمع الدولي، غير آبهة بالمآلات والتداعيات الخطيرة.
وطالبت باستمرار الضغط على ميليشيا الحوثي وإعداد قائمة بالقيادات الحوثية المعرقلة تمهيدا لفرض عقوبات عليها إذا لم تتم الاستجابة للدعوات المتكررة من الحكومة والمجتمع الدولي لتجنيب اليمن والمنطقة كارثة بيئية مدمرة محليا وإقليميا.
وكانت السعودية، حذرت مجلس الأمن، من مخاطر تسريبات نفطية بدأت في خزان “صافر” العائم قبالة سواحل البحر الأحمر، والذي يمنع الحوثيين فرق الأمم المتحدة من صيانته. وقالت في رسالة بعثتها لمجلس الأمن، إن “بقعة نفطية” شوهدت على مسافة 50 كيلومتراً إلى الغرب من خزان صافر العائم، تواجه خطر تسريب مليون و100 ألف برميل من الخام قبالة ساحل اليمن.
كما قال عبد الله المعلمي السفير السعودي، لدى الأمم المتحدة في الرسالة التي بعثها إلى المجلس، إن خبراء لاحظوا أن أنبوباً متصلاً بالسفينة ربما انفصل عن الدعامات التي تثبته في القاع ويطفو الآن فوق سطح البحر. وأضاف “أن الناقلة وصلت إلى حالة حرجة وأن الوضع تهديد خطير لكل الدول المطلة على البحر الأحمر، خاصة اليمن والسعودية” مردفا “أن هذا الوضع الخطير يجب ألا يُترك دون معالجته”.
النداء الأخير
وكانت السلطة المحلية بمحافظة الحديدة، غرب اليمن، وجهت مؤخرا، ما وصفته بـ”النداء الأخير” لإنقاذ اليمن والعالم من كارثة ناقلة صافر، العائمة على سواحل البحر الأحمر.
وأثار الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت، مخاوف اليمنيين من ناقلة صافر، القنبلة الموقوتة الراسية قبالة سواحل الحديدة، ومعرضة للخطر نظرا لاستمرار رفض ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ خمس سنوات، السماح لفريق أممي بتفريغها وصيانتها.
واتهمت الأمم المتحدة ميليشيا الحوثي، بعرقلة عملية إصلاح ناقلة النفط “صافر” طوال العامين الماضيين، محذرة من مخاطر بيئية ومعيشية واقتصادية كبيرة في حال عدم إصلاح الناقلة فوراً.
وترسو سفينة “صافر” العائمة والتي توصف بأنها “قنبلة موقوتة”، ولم يجرَ لها أي صيانة منذ عام 2014، على بُعد 7 كيلومترات قبالة ميناء رأس عيسى في مدينة الحديدة، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتحمل أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام.