غضب يمني واسع من تلاعب الحوثي بجريمة «الأغبري»

هاجم ناشطون يمنيون ميليشيات الحوثي الانقلابية، واتهموها بالتلاعب في اعترافات قتلة الشاب عبدالله الأغبري، الذي تعرض لأبشع أنواع التعذيب وبأعنف الطرق لـ 6 ساعات متواصلة، حسب تسجيلات وثقت الجريمة، في واقعة وحشية هزت البلاد وأثارت غضبا عارما.

وتصاعدت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث الإعلام الأمني التابع لميليشيات الحوثي، مساء الجمعة، اعترافات المحتجزين الأربعة على ذمة مقتل الشاب عبدالله الأغبري، وأخفت اعترافات المحتجز الخامس والمشارك الرئيسي بالجريمة.

وخرج يمنيون السبت 12 سبتمبر 2020، يطالبون بتحقيق العدالة، والكشف عن الحقيقية، التي أخفاها الإعلام الأمني الذي نشر اعترافات خالية من الحقيقية تمامًا.

واكتفى المتهمون بالإقرار في اعترافاتهم المقتضبة بتعذيب الشاب ولم يشيروا إلى الأسباب التي دفعتهم إلى ارتكاب الجريمة.

وعرض التسجيل ما بدا أنها اعترافات مكتوبة، أو محفوظة سلفا لأربعة متهمين، هم صاحب محل الهواتف النقالة الذي كان يعمل فيه الأغبري، وثلاثة من عامليه، بينما غاب المتهم الخامس.

ومن الواضح أن تلاعب ميليشيات الحوثي بالاعترافات وإخفاء الحقائق عن الرأي العام يجيب عن تساؤلات النشطاء اليمنيين، حول تورط أحد قياداتها بالأمن الوقائي بالجريمة المثبتة بالتسجيلات والتي ظهرت تناوب 5 أشخاص على جلد وتعذيب وقطع أوردة الشاب الأغبري حتى الموت.

تناقضات
وأظهرت الاعترافات التي بثها الإعلام الأمني التابع للمليشيا الحوثية، تناقضات كبيرة في التوقيت والاعترافات، بعد أن نشر خلال اليومين الماضيين، بأن تعذيب الضحية استمر لست ساعات متكاملة، ليتم تقليص ساعات التعذيب إلى أربع ساعات.

وتحدث الإعلام الأمني، أن تعذيب “المغدور به” استمر من الخامسة والنصف مساء حتى الساعة التاسعة والنصف مساء في تراجع زمني عن فترة التعذيب، وعلى عكس الفيديو المسرب الذي يظهر استمرار التعذيب من الخامسة والنصف مساء وحتى بعد الحادية عشر مساءً، فضلا عن أنه اكتفى باعتراف القتلة دون أن يكشف أسباب ذلك.

وقالت مصادر مطلعة،صباح الجمعة 11 سبتمبر، إن المليشيا أعدت مشاهد تمثيلية لاعترافات المحققين وقتلة الأغبري، ستبث عبر وسائل إعلامهم، بهدف التستر عن المجرم الحقيقي الذي يشغل منصبًا حساسًا لدى المليشيا الحوثية، وهو من وجه بالتحقيق مع المغدور به عبدالله الأغبري، وهو ما تحقق بالفعل مساء ذات اليوم.

وأوضحت المصادر، أن المليشيا أعدت تلك التمثيلية، بعد أن اعترف الجناة أنهم نفذوا توجيهات شخصية كبيرة في جهاز الأمن القومي للتحقيق مع “الأغبري” ما إن كان قد حصل على صور وفيديوهات من هاتف القيادي الحوثي الذي كان في المحل للصيانة.

وتكشف وثائق التحقيقات، التي حصلنا عليها، أن البحث الجنائي، وجدوا في هواتف الجناة صور وفيديو، كانت المجموعة ترسلها مباشرة إلى القيادي الحوثي الذي أمر بالتحقيق مع الضحية، لإطلاعه على مستجدات التحقيق.

انفراد بنشر المعلومات الصحيحة
وكان موقع “الحديدة لايف” قد انفرد الخميس 10 سبتمبر 2020، بتسريبات التحقيقات مع المجرمين، باعترافهم بتنفيذ توجيهات قيادي حوثي في الأمن القوي بإجراء تحقيق مع عبدالله الأغبري، ما إن كان قد أطلع على صور أو فيديوهات نساء في هاتف القيادي الحوثي، والذي أكد أنه لا يعلم شيئا عن أسباب التحقيق معه،وليس له علاقة بمحمول القيادي الحوثي؛ غير أنهم استمروا بالضغط عليه وتعذيبه بوحشية مفرطة، حتى ساءت حالته الصحية.

وتفيد الاعترافات، أنهم سارعوا لإسعاف المجني عليه إلى المستشفى، وبهدف إخراج تقرير أنه حاول الانتحار بعد أن قطعوا شريانه، غير أن المستشفى اشتبهت في الحالة، وأبلغت البحث الجنائي الذي بدوره حجزهم، وتحفظ على هواتفهم لفحصها، ليجد مقاطع تعذيب “الأغبري”، غير أن الحوثيين لم ينشروا هذا الجزء من التحقيق.

وأكدت المصادر أن من عذب الأغبري متدرب على عمليات التعذيب والتحقيقات، وشوهد خلال عمليات التعذيب، قيام أحد الأشخاص بتصوير التعذيب على الهاتف، وكان يقوم بإرسال صور ومقاطع التعذيب للقيادي الحوثي البارز (في الأمن القومي) ليؤكد له أنهم يقوموا بالتحقيق مع الضحية.

وأشارت المصادر، إلى أن هناك خلافات حادة بين جهازي الأمن القومي والوقائي، بسبب هذه القضية التي من المتوقع أن تطيح بقياداتها خاصة مع تورط احد المقربين من القيادي الحوثي عبدالحكيم الخيواني

الجدير بالذكر أن هناك المئات من المعتقلين والمخفيين قسريًا يتعرضون لتعذيب وحشي مماثل بعيدًا عن الكاميرات، لم يتحدث عنها الرأي العام.

وتوفي الشاب عبدالله الأغبري (19 عاماً) إثر نزيف داخلي، بعد تعرّضه للضرب المبرح والتعذيب من قبل خمسة أشخاص، في قضية هزّت الرأي العام في اليمن.

زر الذهاب إلى الأعلى