ماكرون يعقد مباحثات مع «الرؤساء الثلاثة» في بغداد

عقد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مباحثات في بغداد، الأربعاء، مع نظيره العراقي برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، وصل ماكرون إلى بغداد في زيارة رسمية تستمر لعدة ساعات.
وعقب وصوله، عقد ماكرون مباحثات مشتركة مع صالح والكاظمي والحلبوسي، الذين يطلق عليهم في العراق الرؤساء الثلاثة.

وإثر المباحثات، قال ماكرون، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي برهم صالح في قصر السلام ببغداد، إن العراق يمر بتحديات اقتصادية وأمنية جراء الحرب ضد “داعش” الإرهابي وجائحة كورونا، مشدداً على أن هذه الحرب لم تنته بعد.

وحث ماكرون المجتمع الدولي على دعم العراق، مؤكدا أن “باريس تدعم بغداد حكومة وشعبا”.

واعتبر ماكرون أن “التدخلات الخارجية في شأن العراق تمثل التحدي الأكبر أمام بغداد وحكومتها”.

وأضاف أن على مسؤولي العراق العمل لبناء سيادة بلدهم؛ لضمان عدم التدخل في شؤونهم.

وتخوض الولايات المتحدة وإيران نزاعا غير معلن على الأراضي العراقية منذ العام الماضي؛ حيث اغتالت واشنطن قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني، ببغداد، في 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، فيما ردت طهران بعدها بأيام بقصف قواعد تتواجد فيها قوات أمريكية بالعراق.

وعلى إثر ذلك، طالب البرلمان العراقي بخروج كل القوات الأجنبية من العراق، ومنها القوات الأمريكية والفرنسية، التي تعمل ضمن التحالف الدولي.
من جانبه، قال الرئيس العراقي برهم صالح، في المؤتمر الصحفي، إنه بحث مع نظيره الفرنسي أوضاع العراق والمنطقة وخاصة الملف الأمني.
وأضاف صالح: “حققنا انتصارا كبيرا على الإرهاب والتطرف، ولا تزال أمامنا تحديات كبيرة لإنهاء الإرهاب”.

وشدد على أن العراق دولة ذات سيادة وتحترم جيرانها والمجتمع الدولي، مبيناً أن “العراق يتطلع إلى لعب دور محوري في المنطقة، ولا نريد أن نكون ساحة صراع للآخرين”.

وأشار صالح بالقول: “نتطلع لتعزيز علاقتنا مع فرنسا لبناء شراكة استراتيجية”.

ومن المقرر أن يلتقي ماكرون لاحقاً رئيس إقليم كردستان (شمال) نيجيرفان بارزاني في بغداد.

وهذه أول زيارة لماكرون إلى بغداد كما أنه أول رئيس دولة يزور العراق منذ تشكيل حكومة الكاظمي في مايو/أيار الماضي.

كانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي زارت بغداد، الأسبوع الماضي، وأبدت استعدادها لاستئناف برنامج تدريب القوات العراقية بعد توقفها نتيجة جائحة كورونا.

وتنشر فرنسا، العضو في التحالف بقيادة الولايات المتحدة، نحو 200 عسكريا في العراق، بينهم 160 يتولون تدريب الجيش العراقي، وفق هيئة الأركان الفرنسية.

وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على “داعش” باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014، وذلك بإسناد من التحالف الدولي بقيادة أمريكا.

إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة.

زر الذهاب إلى الأعلى