ماكرون: لن ندفع أموال إلى لبنان إذا لم تنفذ الإصلاحات

يواصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى لبنان، وقال الثلاثاء 1 سبتمبر 2020، إن “الأسابيع الـ 6 المقبلة ذات أهمية حيوية للبنان”، مبديا استعداده “لاستضافة مؤتمر دولي في باريس حول لبنان منتصف أكتوبر “. وقال ماكرون بالنيابة عن الفرنسيين: “سنقف دائماً إلى جانب الشعب اللبناني!”

وأضاف: ” سأضغط لتشكيل حكومة لبنانية ولبدء الإصلاحات، ولن ندفع أموال باريس 2018 للبنان إذا لم تُنفذ الإصلاحات”.

وقال أمام ممثلي الأمم المتحدة و”المجتمع المدني” خلال جولة تفقدية في مرفأ بيروت: “أشكر كلّ الشركاء وسفراء الاتحاد الأوروبي على المساعدة الدولية والالتزام الدولي وأشكر الشركات الفرنسية الخاصة التي بذلت مجهوداً كبيراً لتأمين المساعدة”.

وزار في وقت سابق بلدة جاج التابعة لقضاء جبيل حيث غرس شجرة أرز في غابة أرز جاج. وخلال الزيارة، قامت دورية الاستعراض الجوي الفرنسي، وبمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، بعرض بألوان العلم اللبناني، فوق البلدة.

واجتمع ماكرون في قصر بعبدا الجمهوري بالرئيس اللبناني ميشال عون. وبعدها انتقل إلى مستشفى رفيق الحريري واستمع إلى شرح حول الإمكانيات المتوافرة لديه في مواجهة فيروس كورونا.

ومن المقرر أن يلتقي ماكرون البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ورؤساء أحزاب وكتل سياسية لبنانية .

من جهته، أعلن قصر الإليزيه الرئاسي في فرنسا أن ماكرون سيزور لبنان للمرة الثالثة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وفي هذا الإطار، اعتبرت صحيفة الشرق الأوسط أن ضغوط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نجحت في إجراء المشاورات البرلمانية التي تأخرت كثيراً وعلى توفير ما يشبه الإجماع على تكليف سفير لبنان في برلين مصطفى أديب لتشكيل الحكومة العتيدة لكن الصحيفة قالت إن مازال أمام ماكرون تحديات عديدة.

أربعة تحديات
وقالت الشرق الأوسط إن ماكرون أمضى كثيراً من وقته طيلة نهاية الأسبوع المنصرم في التواصل مع بيروت للدفع باتجاه أوسع تأييد لمصطفى أديب.
وأضافت أن أمام ماكرون أربعة تحديات رئيسية أولها تشكيل حكومة أديب وتكون تحظى بأوسع مروحة من الدعم وتكون تكنوقراطية مستقلة عن الأحزاب مستعدة للسير بالإصلاحات.

ويكمن التحدي الثاني أمام ماكرون وفقا للصحيفة بتوفير عناصر النجاح للحكومة الجديدة داخليا وخارجيا، إضافة إلى توفير تجاوب من الشارع اللبناني مع الحكومة ورئيسها. كما يواجه ماكرون تحديا رابعا هو مدى تمكنه من الدفع باتجاه ميثاق سياسي جديد وتجديد الطاقم السياسي الذي يعيد استنساخ نفسه وفقا للشرق الأوسط.

وكان ماكرون وصل مساء الاثنين إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة هي الثانية من نوعها خلال أقل من شهر بعد حادث انفجار المرفأ الذي وقع في الرابع من أغسطس/آب من العام الحالي.

“أعدكم بأنني لن أترككم”
وكتب الرئيس عبر تويتر فور وصوله: “أقول للبنانيين إنكم كإخوة للفرنسيين. وكما وعدتكم، فها أنا أعودُ إلى بيروت لاستعراض المستجدّات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل سوياً على تهيئة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والاستقرار”.

دعا فور وصوله لتشكيل حكومة “بمهمة محددة” في أسرع وقت، بعد ساعات من تكليف مصطفى أديب رئيساً لها، في زيارة تأتي عشيّة إحياء لبنان المئوية الأولى لتأسيسه.

ثم توجه مباشرة إلى منزل الفنانة اللبنانية فيروز القابع في منطقة الرابية قرب انطلياس بشمال بيروت.

وعقب اللقاء، قال الرئيس الفرنسي في بث تلفزيوني: “قطعت التزاما لفيروز مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم”.

وأثناء زيارة الرئيس الفرنسي السيدة فيروز، تجمع متظاهرون رافعين شعارات ترفض الصفقة السياسية التي أفضت إلى تكليف مصطفى أديب برئاسة الحكومة.

ويواجه لبنان أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي اندلعت من عام 1975 إلى عام 1990 في مواجهة أزمة اقتصادية طاحنة
ودمار واسع لحق بالعاصمة بيروت بعد انفجار ضخم في مرفأها في الرابع من أغسطس آب ووسط احتدام التوتر الطائفي.

زر الذهاب إلى الأعلى