احتدام المعارك في قانية والحوثيون يقتربون من الماهلية

قالت مصادر قبلية في محافظة البيضاء (جنوب شرق) إن المليشيا الحوثية الموالية لإيران، دفعت الاثنين 17 أغسطس 2020، بتعزيزات بشرية ومعتدات عسكرية ضخمة إلى جبهة قانية وسط غياب تام للقوات الحكومية.

وقالت المصادر لـ«الحديدة لايف»، التي فضلت عدم الإفصاح عن نفسها، إن القبائل اليمنية في المنطقة تذود بكل ما أوتي لديها من قوة للدفاع عن أرضها وشرفها؛ إلا أن الأنساق المتتابعة التي تدفع بها المليشيا الحوثية، ينذر بكارثة، لاسيما وأن القبائل تفتقد إلى الدعم والإسناد من قبل القوات الحكومية.

وأوضحت أن المعارك تدور حاليًا بشكل عنيف، مشيرة إلى أن القبائل أنسحبت بسبب الغطاء الناري الكثيف الحوثي، نحو 5 كيلوا باتجاه العمود مركز مديرية الماهلية، وهو ما مكن الحوثيين من السيطرة على منطقة الفرش جنوب جبل مراد على طريق البيضاء- مأرب.

والأحد 16 أغسطس، تمكن أبطال المقاومة الشعبية ومعهم عدد من القوات الحكومية، من تنفيذ عملية إستدراج والتفاف ناجحة في جبهة الرخيم بمحور قانية لمجاميع من عناصر مليشيا الحوثي، نتج عن ذلك سقوط قتلى وجرحى بالعشرات من المليشيا الحوثية.

واحتدمت المعارك بين المليشيا الحوثية الموالية لإيران وقبائل طوق محافظة مأرب، وسط فرار جماعي من قبل القيادات العسكرية الإخوانية من محافظة مأرب، وصمود أصطوري لأبناء القبائل المدافعين على أرضهم وعرضهم وشرفهم، وفقًا لمصادر محلية.

اندفاع حوثي
وفي 29 يناير 2020، اندفعت المليشيا الحوثية نحو نهم والجوف بعد إعلانهم، إطلاق عملية اسموها ” البنيان المرصوص”، تمكنوا من خلالها السيطرة على 2500 كيلوا متر شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحتلال مديريات في مأرب والجوف، كتأكيد لنسف العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن.

ويشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.

واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.

ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.

وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، وبدء عملية عسكرية حقيقية لوقف التمدد الإيراني.

زر الذهاب إلى الأعلى