إيران تجري اتصالات دولية لتمرير مقترح الحوثي لوقف الحرب في اليمن
تحاول إيران أن تخرج مليشياتها في اليمن منتصرة في الحرب الدائرة منذ 27 مارس 2015، من خلال خطط تقدمها تارة من قبل الحوثيين أنفسهم، وأخرى من قبل رجال ساسة مشهورين في طهران.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، بعثت برسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مقدما مقترحا نهائيا لإنهاء الحرب في اليمن التي دخلت عامها السادس.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، عن مصدر وصفته بالمطلع، الأربعاء 8 يوليو 2020، قوله إن “الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بعث رسالة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يطلب فيها مناقشة ما وصفته بخطة “السلام اليمنية”.
وأضاف المصدر أن “نجاد دخل في حوار مع قادة في الحكومة اليمنية وقيادات مليشيا إيران، وأن الأمم المتحدة دخلت في حوار وكانت تحاول تشكيل لجنة وساطة مع شخصيات دولية”، مؤكدا أن “الرئيس الإيراني السابق يحاول تشكيل وفد قريبا وسينشر التفاصيل”، لافتا إلى أن “جهود أحمدي نجاد تتمثل في لعب دور وساطة في خطة السلام الحوثية”.
وردا على سؤال عما إذا كانوا تلقوا ردا من السعودية، قال المصدر إن “العملية جارية حاليا، وإن رسالة مكتوبة تأتي في المرحلة الأولى، تليها متابعة ومناقشة فنية لتشكيل مجلس وساطة”، مشيرا إلى أن “أحمدي نجاد تحدث أيضا مع زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش”.
يأتي التحرك الإيراني في الوقت الذي تسعى المملكة العربية السعودية لتوحيد جهود اليمنيين، نحو تحرير بلادهم من المليشيا الإيرانية، غير أن أطرافًا في الحكومة محسوبين على التيار التركي القطري الإيراني يحاولون عرقلة تلك الجهود.
ويقول محللون سياسيون، إن دفع إيران بأحمدي نجاد، يأتي للضغط على المجتمع الدولي لمحاولة تمرير الخطة الحوثية الإيرانية، في إنهاء الحرب في اليمن لصالح المليشيا الحوثية، وهزيمة للتحالف العربي بلغة دبلوماسية.
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، وأعلن تجديدها في 24 أبريل لمدة 30 يومًا، وانتهت في 24 مايو 2020، لكن الحوثيين رفضوا الالتزام بها.
رفض حوثي
غير أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران رفضت إعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب صفوف القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لتبديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.
خلفية الصراع في اليمن
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.