تصريح رسمي للجيش اليمني على استهداف مقر وزارة الدفاع في مأرب
اتهم الجيش اليمني رسميًا، الأربعاء 27 مايو 2020، المليشيا الحوثية الموالية لإيران، باستهداف معسكر «صحن الجن» في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، الذي راح ضحيته 8 من مرافقي رئيس هيئة الأركان العامة ونجله وابن أخيه.
وقال الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد الركن عبده مجلي، إن دماء الشهداء الذين قضوا في الاستهداف الإجرامي الغادر الذي قامت به مليشيا الحوثي المتمردة لن تذهب هدراً وسيتم الرد عليها بقوّة على يد أبطال الجيش الوطني في مختلف الجبهات القتالية.
وأوضح مجلي في تصريحات نقله «سبتمبر نت» أن الصاروخ الباليستي الذي أطلقته مليشيا الحوثي على أحد المعسكرات في محافظة مأرب واستهدف اجتماع لرئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز أسفر عن استشهاد 8 من الضباط والصف وإصابة آخرين من أبطال القوات المسلحة (من مرافقي رئيس هيئة الاركان العامة).
وقال: “إن هذه الدماء الزكية ستكون لأبطال قواتنا المسلحة دافعا وحافزا لمطاردة فلول المليشيات الحوثية المدعومة من إيران ونستعيد كافة المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها”.
وأضاف العميد مجلي ” إن الأعمال الإرهابية لن تثني شعبنا اليمني وقيادته السياسية وقواته المسلحة عن مواصلة السير في استكمال تحرير المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الانقلابية الحوثية”، مؤكدا ” إن مثل هذه الاستهدافات الاجرامية الغادرة لن تزيد قواتنا المسلحة والأمن إلا قوّة وصلابة وتحدياً وثباتاً وإصراراً على قهر هذه المليشيا المتمردة”.
ولفت ناطق القوات المسلحة إلى أن ذلك العمل الإجرامي أتى إثر الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في مختلف الجبهات القتالية، وبالأخص الانتصارات الأخيرة في جبهة نهم شرق صنعاء، وفي محافظة البيضاء، وفي جبهة صرواح بمحافظة مأرب، وفي محافظة الجوف.
وأكد أن هذه الانتصارات الكبيرة ستتواصل وسيكون الرد القاسي لتلك المليشيات الحوثية التي أصيبت بالهستيريا والتخبّط العشوائي ما جعلها تقوم بإطلاق الصواريخ العشوائية بين الحين والآخر على الأعيان المدنية في مخالفة للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية.
وفي وقت سابق، اتهم رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق الركن صغير بن عزيز، جماعة الحوثي الموالية لإيران، بالوقوف وراء هجوم استهدف قبل ساعات، مقرا للجيش بمحافظة مأرب شرقي البلاد.
وفي تغريدة عبر “تويتر”، قال عزيز: “كلما أوغلوا في الدم والتدمير، زدنا قوة، وزادت قناعتي بقرب نهاية الكهنوت الحوثي وإيران”، في اتهام ضمني للحوثي بتنفيذ الهجوم.
وفجر الأربعاء، نجا وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي، ورئيس أركانه صغير بن عزيز، من هجوم صاروخي استهدف معسكرا تتخذه وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش مقرا مؤقتا لهما في مأرب، فيما سقط 8 قتلى.
يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من انتهاء فترة إعلان وقف إطلاق النار الذي، أعلن عنها التحالف العربي، في 8 أبريل 2020، مدة أسبوعين ابتداء، وأعلن تجديدها في 24 أبريل، والتي انتهت في 24 مايو 2020.
وفي 13 ديسمبر 2018، وقعت الحكومة اليمنية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، اتفاقا برعاية الأمم المتحدة يقضى إلى وقف إطلاق النار و إعادة الانتشار في الموانئ ومدينة الحُديدة، خلال 21 يوماً من بدء وقف إطلاق النار؛ إلا أن ذلك تعثر حتى الآن بسبب رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق رغم مرور أكثر من عام على توقيعه.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن.