شبح عقوبات الفيفا يلاحق الأفريقي التونسي
لا يزال شبح العقوبات يلاحق النادي الأفريقي التونسي بسبب سوء الإدارة والقرارات المتسرعة لمسؤولين سابقين عادا بالوبال على الفريق الذي يدفع فاتورة باهظة رغم الأزمة التي يمر بها كسائر الأندية التونسية بسبب وقف النشاط.
وتلقت إدارة الأفريقي التونسي الخميس مراسلة جديدة من لجنة النزاعات التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تخطرها فيها برفض المستندات المقدمة لإثبات اللاعبين الكامرونيين ديدييه روستان ونيكولاس سارج.
ووفقا لتقرير “العرب” اللندنية، ألزمت لجنة النزاعات فريق “باب جديد” بتمكين كل لاعب من مبلغ 216 ألف يورو في ظرف لا يتجاوز 45 يوما، وهو ما يعني أن الفريق التونسي مطالب بتوفير مبلغ 432 ألف يورو في ظرف وجيز وفي وقت يمرّ فيه النادي الأفريقي بأزمة مالية خانقة.
وهددت لجنة النزاعات بالفيفا الفريق التونسي بعقوبة الحرمان من الانتدابات لثلاث فترات في صورة عدم تسوية هذا الملف. ويلفت محللون رياضيون إلى أن هذا القرار جاء ليصعّب المهمة أكثر على فريق باب جديد الذي كان يتطلع إلى فترة تعاف من العقوبات التي لاحقته طويلا هذا الموسم.
في وجه العاصفة
كانت إدارة النادي الأفريقي قد اتهمت في وقت سابق اللاعبين الكاميرونيين بتزوير الوثائق للجنة النزاعات، لكن الأخيرة لم تقتنع بما قدمه الفريق التونسي من مستندات.
وأصدرت إدارة الفريق التونسي سابقا بيانا نفت فيه تلقيها لمراسلة من الفيفا بخصوص ملف اللاعبين الكاميرونيين.
وجاء في البيان أنه “خلافا لما وقع تداوله، لم تتوصل الكتابة العامة للنادي بأي مراسلة صادرة عن الفيفا، وبالتحديد من لجنة فض النزاعات بخصوص ملف اللاعبين الكاميرونيين”.
وقال البيان “في صورة توصل الإدارة بأي مراسلة، فإنها ستقوم بنشر محتواها وتوضيح تبعاتها القانونية لعموم جماهير الأفريقي”.
وتجدر الإشارة إلى أن صائفة 2018 كانت موعد قدوم الثنائي الكاميروني الذي وقع دون التعرف على خصالهما لتعلن التمارين محدودية إمكانياتهما ويقرر المدرب جوزي ريغا في ذلك الوقت عدم حاجته لكليهما رغم أن مسؤولي الأفريقي تعاقدوا معهما ليدخل الأحمر والأبيض في نزاع غريب أكد محدودية القرار الإداري في نادي باب الجديد.
لكن رافقت إتمام الصفقة بعض الإشكاليات إذ أن الاتحاد التونسي لكرة القدم رفض تأهيل اللاعبين إلا بعد الحصول على ما يفيد خوضهما 10 مقابلات على الأقل مع المنتخب الكاميروني.
وبعد فترة قدم اللاعبان الوثائق المطلوبة لكن اتضح في ما بعد أنها غير مطابقة للحقيقة ما جعل الأفريقي يقرر فسخ عقديهما. وعلى هذا الأساس تقدم روستان وسارج بشكوى للفيفا ضد الأفريقي معتبرين أن فسخ العقد جاء من جانب واحد.
وضعية غير مطمئنة
لئن وجد الفريق الحل لدى أحبائه الذين هبّوا في نهاية العام الماضي وتبرعوا له بمبالغ مالية ساعدت على خلاص بعض الديون السابقة، إلا أن الظرف الراهن لا يبعث على التفاؤل خاصة أن كل المؤشرات توحي بوجود عزوف جماهيري عن مساندة الإدارة الحالية من جديد.
وهذا المعطى قد يضع إدارة الأفريقي في مأزق حقيقي ومن الصعب للغاية أن تفي بالتزاماتها في الآجال المحددة، ما يجعل النادي يعيش ورطة حقيقية وقد يضطر مجددا إلى الرضوخ لعقوبات قاسية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
وبالتوازي مع هذه التهديدات الحقيقية، فإن رئيس النادي عبدالسلام اليونسي بات فعليا مهددا بالانسحاب من منصبه في ظل هذه الضغوط وكذلك عجزه عن مجابهة هذه الديون بمفرده.
وفي هذا السياق أوضح اليونسي في تصريح سابق أنه يفكر في الاستقالة من منصبه بسبب عدم وجود أي دعم من قبل بعض المسؤولين السابقين.