ميليشيات الحوثي تستغل ملف كورونا لمصالحها السياسية والعسكرية

حذرت الحكومة اليمنية الشرعية، الخميس7 مايو 2020، من استمرار الميليشيات الحوثية في التلاعب بملف كورونا وإدارته كملف سياسي وعسكري، واستغلاله لابتزاز المنظمات الدولية.

يأتي ذلك في وقت حذرت مصادر طبية من سياسة التكتم التي تتبناها ميليشيات الحوثي الانقلابية حول انتشار وباء كورونا المستجد في مناطق سيطرتها، ما ينذر بوصول اليمن إلى مرحلة الانفجار الكبير وتفشي الإصابات بشكل يفوق قدرة القطاع الصحي.

استهتار حوثي بحياة الملايين
كما حذرت الحكومة اليمنية الشرعية من انتهاج الميليشيات “سياسة التعتيم وإخفاء المعلومات الحقيقية عن عدد الإصابات، والذي يعرقل جهود مواجهة واحتواء هذه الجائحة العالمية ويضع ملايين اليمنيين في دائرة الخطر”.

جاء ذلك على لسان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الذي أكد في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع تويتر، أن” التقارير الواردة من العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات الحوثية عن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا تنبئ بكارثة تحدق بملايين المواطنين في ظل إخفاء الميليشيات حقيقة الأوضاع وإدارتها السياسية للملف وعجز القطاع الصحي عن تقديم الرعاية الطبية للمصابين في الموجة الأولى”، بحسب تعبيره.

وأضاف” التقارير التي حصلنا عليها من مستشفيات وأطباء تكشف خطورة الوضع الوبائي لفيروس كورونا في مناطق سيطرة الميليشيا تالحوثية، وتدحض مزاعمها تسجيل إصابة واحدة فقط في استهانة واضحة واستهتار بحياة ملايين المواطنين الذين يجب إطلاعهم بالتطورات أولا بأول لزيادة إجراءات الوقاية وحماية أنفسهم”.

ودعا وزير الإعلام اليمني، الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتدخل العاجل والضغط على الميليشيات الحوثية لمشاركة البيانات والإعلان بشفافية مطلقة عن الأرقام الحقيقية لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا تفاديا لكارثة قادمة وحفاظا على أرواح ملايين المدنيين الذين أنهكتهم الحرب التي فجرها الانقلاب الحوثي.
وفي السياق، أرجعت المصادر الطبية بحسب ما نقلته عنها مواقع إخبارية محلية، سبب عدم إعلان الميليشيات الحوثية عن حالات الإصابة إلى مخاوفها من انعكاسها سلبيا على جهودها للتحشيد للجبهات.

قمع الطواقم الطبية
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تتوارد الأنباء المؤكدة بتسجيل عدد من الإصابات وحالات وفاة غامضة، في مناطق سيطرة الحوثيين خاصة من مستشفيات صنعاء، لكن الميليشيات تتكتم بشدة على إعلانها.

وأعلن المدير الفني لمستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا المسيطر عليه من الحوثيين في صنعاء، “خروج الوضع عن السيطرة بسبب تفشي فيروس كورونا في العاصمة اليمنية”.

والثلاثاء، أعلن الحوثيون تسجيل أول إصابة ووفاة بفيروس كورونا في صنعاء، وأفاد وزير الصحة في حكومة الحوثيين الانقلابية غير المعترف بها دولياً، طه المتوكل، أن الحالة المصابة لمهاجر صومالي يقيم في العاصمة صنعاء، وكان يعاني من التهاب مزمن في الكبد وفشل كلوي، وتوفي إثر إصابته بالفيروس الذي أكدته الفحوصات.

غير أن مواقع إخبارية محلية، نقلت عن مصادر طبية متطابقة تأكيدها، وجود نحو 150 شخصاً (يمنيين) مصابين بالفيروس في صنعاء وحدها، ومتواجدين في عدد من مستشفياتها، إضافة إلى وجود عدد أكبر مشتبه بإصابتهم بهذا الوباء الفيروسي القاتل.

واتهمت ميليشيات الحوثي باتخاذ إجراءات قمعية في حق الطواقم الطبية لمنع نشر أخبار الإصابات. وقال مصدر طبي، إن 17 شخصاً توفوا، حتى مساء الثلاثاء، في صنعاء، جراء إصابتهم بفيروس كورونا، بحسب ما ذكرته صحيفة “الشارع” اليمنية.

وأعلنت ميليشيات الحوثي الانقلابية، أمس الأربعاء عن إغلاق عشرة أحياء في عدد من مديريات العاصمة صنعاء، وذلك ضمن التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد.

ووفق الإعلان، تم إغلاق عشرة أحياء مع مساجدها في عدد من مديريات العاصمة صنعاء ابتداء من فجر أمس الأربعاء لمدة أربعة 24 ساعة، كحظر جزئي مؤقت، وذلك ضمن الخطوات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرات متتالية من تفشي وانتشار سريع ومميت لهذا الفيروس في اليمن، وألمحت في أحد بياناتها إلى إمكانية انتشاره دون تسجيل المصابين، وشددت على ضرورة الإفصاح عن أي إصابات وتبني إجراءات التتبع للمصابين والمخالطين لهم لتخفيف آثار الكارثة.

زر الذهاب إلى الأعلى