الحوثيون يعلنون سيطرتهم على معسكر استراتيجي رغم إعلان وقف إطلاق النار
أعلنت المليشيا الحوثية الموالية لإيران في وقت مبكر من السبت 25 أبريل 2020/ 2 رمضان، السيطرة الكاملة على معسكر اللبنات الاستراتيجي في الجوف ومناطق واسعة حوله بعد ساعات من إعلان التحالف العربي تمديد لوقف اطلاق النار في اليمن.
ونقلت وكالة سبأ التي يسطير عليها الحوثيين، إن مليشياتها بدأوا التقدم باتجاه المرازيق “الهضبة العليا والسفلى” وبئر المرازيق بعد استكمالهم السيطرة على مدينة الحزم وما حولها بشكل كامل.
وإلى جانب مسعكر اللبنات والتباب التي حوله، أعلنت المليشيا سيطرتها على جبل الأقشع وقرية الخسف، القريبة من المعسكر.
والجمعة 24 أبريل، أعلن التحالف العربي، تمديدة وقف شامل لإطلاق النار في اليمن، لشهر كامل، يبدأ من الخميس، تنفيذًا لطلب الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، من اجل توحيد الجهود لمكافة فيروس كورونا، ومنح فرصة جديدة للحوثيين بالجنوح إلى السلم.
لكن المليشيا الحوثية، اعتبرت ذلك تبريرًا مسبقًا لهزيمة السعودية المتوقع في محافظة مأرب، وفقًا لتصريحات محمد البخيتي عضو مجلسهم السياسي، على تويتر، ورفضت مرة أخرى الالتزام بالهدنة.
ويشترط الحوثيون على التحالف، رفع الحظر الكلي عليهم، وفتح المطارات، والانسحاب من اليمن، وهو ما يعني، أن تعترف السعودية بالهزيمة، وتسليم البلاد لإيران، وفقًا لمحلليين ساسيين واستراتيجيين في الشأن اليمني.
والخميس 23 أبريل، انتهت رسميا هدنة أحادية أعلنها التحالف لوقف النار في اليمن لأسبوعين؛ بهدف تركيز الجهود على مواجهة مخاطر كورونا، قبل أن يعلن التحالف تمديدها لشهر آخر في الجمعة 24 من ذات الشهر/ 1 رمضان.
إعلان وقف إطلاق النار ورفض حوثي
والأربعاء 8 أبريل 2020، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين ابتداء من الخميس 9 إبريل 2020، قابلة للتمديد، لمواجهة فيروس كورونا.
وتشهد اليمن منذ أكثر من خمس سنوات حربا عنيفة أدت إلى خلق واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، حيث بات 80% من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ودفع الصراع الملايين إلى حافة المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة إن الصراع اليمني أدى إلى مقتل وجرح 70 ألف شخص، فيما قدرت تقارير حقوقية سابقة أن النزاع أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 100 ألف يمني.
واقتحم الحوثيون العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر، ووضعوا قيادات الدولة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تمكن من الفرار، ودعا دول الخليج للتدخل في اليمن.
ومنذ 26 مارس 2015، شكلت المملكة العربية السعودية تحالفًا عربيًا لدعم الشرعية في اليمن، إلا أنها بعد خمس سنوات لم تتحقق الأهداف كاملة، بسبب تخاذل الإخوان المسلمين في هذه الحرب، وتواصلهم مع الحوثيين سرًا.
وتحتاج اليمن في الوقت الراهن، إلى هيكلة حقيقية للجيش وللحكومة اليمنية، وتشكيل تحالف يمني حقيقي بعيدًا عن الإخوان المسلمين أو القوى المشكك بها في التواصل مع المليشيا الحوثية، أو مستفيدة من بقاء اليمن على الوضع الراهن، لتحرير اليمن من قبضة المليشيا الحوثية.
غير أن المليشيا الحوثية الموالية لإيران رفضت إعلان التحالف وقف إطلاق النار، واعتبرت أن ذلك عملاً تكتيكيا، لترتيب القوات الحكومية في محافظة مأرب، بحسب وصف محمد البخيتي، عضو شورى الجماعة الحوثية.
وقال إن إعلان التحالف وقف إطلاق النار، هو نتيجة لبتديل موازين القوى لصالح جماعته، مؤكدًا رفض جماعته لأي عملية وقف إطلاق النار ما لم يتم تنفيذ رؤيتهم التي قدموها إلى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث.