مريض يقلق العالم

عدد من زعماء العالم وقادته يمرضون، وإذا لم يظهروا في نشاطات أو مناسبات عامة، فلا يشكل ذلك قلقاً، إلا إذا استمر ذلك لزمن طويل أو تم إدخالهم إلى المستشفيات؛ لتلقي العلاج، والحياة في بلدانهم تسير كالمعتاد، إلا أن زعيماً عالمياً اختفى عن النشاطات السياسية والاجتماعية لأيام، فأثار الكثير من القلق ليس في بلاده فحسب؛ بل وفي العالم أجمع.. إنه كيم جونج أون، زعيم جمهورية كوريا الديمقراطية، الذي تسربت معلومات مؤخراً تشير إلى أنه يمر في الوقت الحاضر بوضع صحي حرج، وفق تقارير نشرتها مواقع إعلامية في كوريا الجنوبية.

وعلى الرغم من أن مصادر حكومية في كوريا الجنوبية أشارت إلى أن كيم «ليس مريضاً بشدة» بعد تقارير أفادت بخضوعه لإجراء طبي خاص، فإنها أشارت إلى أنه يتلقى علاجاً مكثفاً، وسط تكهنات بشأن صحته بشكل عام، خاصة بعد غيابه عن حدث سنوي مهم خلال الشهر الجاري؛ المتمثل في مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية لعيد ميلاد جده مؤسس كوريا الديمقراطية كيم إيل سونج.

الإعلام الأمريكي لم يتجاهل صحة كيم، وعلى الرغم من أن قناة «سي إن إن» اعتبرت أن «كيم في خطر شديد»، وأنه في حاجة إلى تلقي العلاج، فإن مصدراً مسؤولاً في البيت الأبيض يشكك في صحة المعلومات عن الحالة الصحية للرجل الأقوى في كوريا الشمالية، ومثله أكد مسؤول في إدارة الاتصال الدولي بالحزب الشيوعي الصيني، الذي أشار إلى أنه لا يُعتقد أن كيم في حالة حرجة.

حسب معلومات صادرة من كوريا الجنوبية، فإن كيم يتلقى العلاج في فيلا بمقاطعة هيانجسان التي تقع على الساحل الشرقي للبلاد، بعدما خضع لعملية جراحية، في القلب والأوعية الدموية في أحد المستشفيات في العاصمة بيونج يانج في الثاني عشر من الشهر الجاري، بعد ساعات من ظهوره وهو يزور قاعدة جوية ويتابع مناورات للطائرات المقاتلة والسفن الهجومية.

من الطبيعي أن يلقى مرض كيم جونج أون مثل هذا الاهتمام والقلق، خاصة وأنه يدير واحدة من أكثر دول العالم امتلاكاً للسلاح النووي، وأي خطر على صحته يثير المخاوف من أن تنتقل صلاحياته إلى شخصية أكثر تطرفاً منه، خاصة وأنه أبدى خلال السنوات القليلة الماضية نوعاً من المرونة والانفتاح على العالم، كما لاحظنا في لقاءاته المتعددة برئيس كوريا الجنوبية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

مرض كيم يقلق العالم بلا شك، وسيبقى الكثيرون يتابعون حالته الصحية؛ لأن الأمر لا يتعلق فقط بأمن بلاده أو المنطقة التي تقع فيها؛ بل بمصير أمن العالم بأسره.

المصدر: الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى