كرة القدم الأوروبية تخطط لمرحلة ما بعد العزل

شكلت إجراءات التخفيف التدريجي من العزل الصحي التي اتخذتها بعض البلدان الأوروبية عاملا مشجعا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” الذي يركز اهتمامه خلال هذه الفترة على إيجاد طريقة ممكنة لاستئناف الموسم الكروي، في وقت قالت فيه أندية عدة بالدوري الألماني إنها تلقت دفعة كبيرة بإمكانية استئناف الدوري خلف أبواب موصدة منتصف مايو.

ودعا الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إلى العديد من الاجتماعات لمناقشة إمكانية استئناف المسابقات رغم استمرار تفشي فايروس كورونا المستجد.

حذر متزايد
لا يزال “يويفا” حذرا جدا ويحرص على توجيه جميع الدول الأعضاء الـ55 نحو توافق في الآراء، وسط رغبة أغلبها في إكمال الموسم، على غرار ألمانيا التي من المرجّح أن تستأنف بطولتها الشهر المقبل دون جمهور، أو إلغائه مثل بلجيكا واسكتلندا اللتين تنتظران الضوء الأخضر من الاتحاد القاري لاتخاذ القرار في هذا الشأن.

وبدأ الاتحاد القاري هذا الأسبوع في اجتماع مع الدول الأعضاء لدراسة “التطورات المتعلقة بالمسابقات الوطنية والمسابقات الأوروبية”.

ومن المقرر عقد اجتماع آخر الأربعاء مع الرابطة الأوروبية للأندية ورابطة الدوريات الأوروبية. وأوضح “يويفا” أنه سيجتمع بعد ذلك عبر الفيديو الخميس “لتقييم الوضع ومناقشة آخر التطورات في ما يتعلق بتأثير جائحة كوفيد – 19 على كرة القدم الأوروبية”.

وقال مصدر مقرب من الاتحاد الأوروبي إن “يويفا يعمل على سلسلة من السيناريوهات المحتملة”، مضيفا “لكن لن يتقرر شيء في نهاية اجتماع الخميس لأنه مازال مستحيلا بالنظر إلى كل الشكوك حول عملية التفكيك للعزل التام”.

وبدا رئيس “يويفا” السلوفيني ألكسندر تشيفيرين مصمّما على استئناف المنافسات من خلال مقابلة مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية الاثنين بقوله “أعتقد أن هناك خيارات تسمح لنا باستئناف مسابقات الكؤوس والدوريات وإنهائها”.

وأضاف “قد نضطر إلى استئناف اللعب دون جمهور، ولكن الأكثر أهمية، أعتقد، لعب المباريات”، مشيرا إلى أنه “من السابق لأوانه القول إننا لا نستطيع إنهاء الموسم. سيكون التأثير رهيبا على الأندية والبطولات. من الأفضل اللعب خلف أبواب موصدة بدلا من عدمه على الإطلاق”.

وعلى غرار أغلب الرياضات الكبرى في العالم شهدت كرة القدم تغييرات كثيرة على روزنامتها بسبب جائحة كوفيد – 19.

وفي 17 مارس الماضي اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا غير مسبوق منذ 60 عاما على تأسيسه، وذلك بتأجيل نهائيات كأس أوروبا 2020 إلى صيف العام المقبل. كما قامت الهيئة الأوروبية التي تتخذ من نيون السويسرية مقرا لها بتعليق مسابقاتها حتى إشعار آخر.

وتوقفت منافسات مسابقتي دوري الأبطال والدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” عند دور ثمن النهائي، فيما توقفت منافسات دوري الأبطال للسيدات عند ربع النهائي.

وفي مطلع أبريل الحالي، عرض الاتحاد الأوروبي العديد من السيناريوهات على الاتحادات الأعضاء لاستئناف المسابقات الوطنية والأوروبية هذا الصيف، بينها اقتراح يهدف إلى استئناف المباريات في أوائل يونيو، وآخر في نهاية الشهر ذاته وثالث مطلع يوليو.

ومنذ ذلك الحين، ومع تفاقم الوضع الصحي في أوروبا، لم تتم تسوية أي مخطط للعودة إلى المنافسة.

آمال معلقة
تأمل أندية كرة القدم الألمانية في استئناف النشاط حتى لو كان ذلك يعني اللعب دون مشجعين بعدما قال وزير الصحة ومجموعة من المسؤولين إنه من المحتمل استئناف المباريات بدءا من التاسع من مايو. وأعلن رئيس ولاية بافاريا ورئيس ولاية نورد راين فستفاليا الاثنين أن أي استئناف للدوري سيكون دون مشجعين ولن يحدث ذلك قبل التاسع من مايو.

وقال كارل هاينز رومنيغه الرئيس التنفيذي لبايرن ميونخ في بيان “هناك الكثير من المؤشرات الإيجابية جدا بخصوص استئناف الموسم. من المهم الالتزام بأي تعليمات قانونية أو طبية في ما يتعلق بخفض نسبة المخاطر الصحية”.

ورحّب بروسيا دورتموند بالأمر أيضا وقال إن الساسة اقتنعوا بخطط رابطة الدوري وبات الآن مطلوبا من الأندية التمسك بتنفيذ ذلك.

وقال هانز يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لدورتموند، “هذا يوضح اقتناع الساسة إذا كان يعني إمكانية بدء اللعب من التاسع من مايو. إذا لما تكن رابطة الدوري تملك فكرة منظمة لاتخذ الساسة قرارا مختلفا. لدينا الآن التزام يجب تنفيذه”.

وأبلغ ينس سبان وزير الصحة الألماني صحيفة “بيلد” الأحد أن استئناف الدوري في التاسع من مايو سيعتمد على خطورة انتشار العدوى. وقال سبان “الشيء الحاسم سيكون انخفاض خطورة انتشار العدوى”. وستجتمع رابطة الدوري الألماني الخميس لمناقشة آخر التطورات والبحث في الموعد المحتمل لبدء النشاط.

ويتصدر بايرن الدوري بفارق أربع نقاط على دورتموند قبل تسع جولات من الوصول إلى خط النهاية.

وحذرت رابطة الدوري أن العديد من الأندية في الدرجتين الأولى والثانية تواجه غموضا في المستقبل المالي وستواجه بعض الأندية مأزقا كبيرا في حال عدم استئناف النشاط بحلول يونيو. وبخصوص البطولات القارية الخاصة بالأندية، فإن رئيس نادي ليون ونائب رئيس الرابطة الأوروبية للأندية جان ميشال أولاس قال إن “القرارات التي اتخذها يويفا هي اللعب في الفترة بين الثالث والـ29 من أغسطس المقبل”.

وتساءل أولاس عما إذا كان فريقه ليون “ستتاح له إمكانية السفر بالطائرة في أوائل أغسطس إلى تورينو” لمواجهة يوفنتوس الإيطالي في إياب الدور ثمن النهائي (1 – 0 ذهابا في ليون).

وبخصوص البطولات المحلية، تأمل رابطة الدوري الألماني التي ستجتمع الخميس، في نيل الضوء الأخضر من الحكومة للعودة إلى المنافسة، خلف أبواب موصدة، في مايو، علما وأنه تم حظر جميع التجمعات الكبرى مبدئيا في ألمانيا حتى 31 أغسطس.

المصدر: العرب

زر الذهاب إلى الأعلى