خطر انسحاب المدن المضيفة يهدد يورو 2021

كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قرر تأجيل البطولة من الصيف الحالي إلى صيف 2021 بسبب تفشي الإصابات بفايروس كورونا. وكان من المقرر أن تقام البطولة من 12 يونيو إلى 12 يوليو المقبلين لكن مع تأجيلها إلى العام المقبل، ستقام البطولة من 11 يونيو إلى 11 يوليو 2021 بتغيير لا يزيد على يوم واحد عن التوقيت الأصلي.

ولكن بعض المدن قد تعلن انسحابها من استضافة هذه النسخة التي كانت مقررة في 12 مدينة مختلفة في 12 دولة أوروبية. ولم تؤكد مدينة ميونخ الألمانية موقفها النهائي حتى الآن من الاستمرار ضمن المدن المضيفة للبطولة. ويأمل يويفا في استضافة البطولة في نفس المدن الـ12 التي كانت محددة من قبل. ولكن بعض التقارير الإعلامية أشارت إلى أن نقل البطولة للعام المقبل يمثل مشكلة لعدد من المدن المضيفة.

وأشار المسؤولون في ميونخ إلى أن القرار النهائي بشأن المشاركة يخضع الآن للدراسة حيث لم تقدم المدينة الألمانية حتى الآن موقفها النهائي إلى يويفا.

وأكد فيليب لام النجم السابق لبايرن ميونخ والمنتخب الألماني وسفير البطولة في ألمانيا أن استمرار ميونخ ضمن المدن المضيفة يخضع حاليا لعملية تدقيق.

وكان مقررا أن يستضيف ملعب “أليانز آرينا” بمدينة ميونخ المباريات الثلاث للمنتخب الألماني (مانشافت) في مجموعته بالدور الأول للبطولة الأوروبية وذلك أمام منتخبي فرنسا والبرتغال إضافة إلى فريق متأهل من الدور الفاصل كما كان مقررا أن يستضيف هذا الملعب إحدى مباريات دور الثمانية للبطولة.

انسحاب غير متوقع
ويبدو انسحاب ميونخ من الاستضافة أمرا لا يمكن تصوره في ظل استضافة ألمانيا للنسخة التالية من البطولة عام 2024. وأشارت مجلة كيكر الألمانية الرياضية مؤخرا إلى أن تأجيل البطولة للعام المقبل يسبب مشاكل خاصة للغاية بالنسبة لمدينة بلباو الإسبانية. كما أوضحت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن شكوكا هائلة تحيط باستمرار العاصمة الإيطالية روما ضمن المدن المضيفة.

وإضافة لهذا، هناك تعارض بين العديد من الأحداث والبطولات مع استضافة البطولة الأوروبية عام 2021 في كل من أمستردام وغلاسغو ودبلن وكذلك في العاصمة البريطانية لندن التي تستضيف الدورين قبل النهائي والنهائي
للبطولة.

وذكر يويفا “يويفا على اتصال مع جميع المدن الـ12 المضيفة للتشاور بهذا الشأن، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في التوقيت المناسب”. ولم يتحدد جدول البطولة رسميا حتى الآن، وقد يتخذ القرار بهذا الشأن في أواخر أبريل الحالي.

وكان من المفترض أن تقام البطولة منتصف هذا العام في 12 مدينة أوروبية احتفالا بمرور 60 عاما على النسخة الأولى من البطولات الأوروبية والتي انطلقت في 1960. ومع تأجيل البطولة إلى نفس التوقيت في العام المقبل، كان هدف يويفا هو إقامة فعاليات هذه النسخة بنفس الخطة وفي نفس المدن المضيفة. ورغم هذا، تحدث الروسي أليكسي سوروكين عضو اللجنة التنفيذية بيويفا عن سيناريوهات بديلة محتملة.

وقال سوروكين “في حال انسحاب أي مدينة، ستظل أمامنا خيارات قليلة” في إشارة إلى اختيار مدن بديلة أو توزيع المباريات التي كانت مقررة في هذه المدن المنسحبة على المدن الباقية. وأوضح سوروكين، الذي يترأس أيضا اللجنة المنظمة للبطولة بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية، أن الخيار الثاني هو الأكثر توفيرا للوقت.

خيار مطروح
في روسيا لا يبدو الانسحاب خيارا مطروحا، حسبما أكد سوروكين نفسه مشيرا إلى أن روسيا يمكنها تقديم المساعدات حال انسحاب بعض المدن بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد. وتصر أذربيجان على استمرار عاصمتها باكو ضمن المدن المضيفة على أي حال.

ورغم ذلك، قالت فيكتوريا راغاي عمدة روما عقب صدور قرار تأجيل البطولة “نريد تجربة بطولة أوروبية خالية من الهموم ودون مخاطر، وأثق بأنها ستكون حدثا لا ينسى لمدينتنا”. ويذكر أن إيطاليا من أكثر دول العالم تضررا من وباء كورونا.

وكان متحدث عن الاتحاد الإسباني للعبة أكد في تصريحات صحافية أيضا أنه لن تكون هناك أي مشاكل لاستضافة المباريات في بلباو العام المقبل رغم التفشي الكبير للوباء في إسبانيا. وفي المقابل، رفض خوان ماريا أبورتو عمدة بلباو الإدلاء بأي تصريحات عامة بشأن بطولة الأمم الأوروبية قبل أن تصدر المدينة بيانا رسميا.

وفي الوقت نفسه، تتمسك العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بالاستمرار في استضافة البطولة للاحتفال “بصيف رياضي هائل” من خلال هذه البطولة واستضافة بداية سباق فرنسا الدولي للدراجات (تور دو فرانس) في نسخة العام المقبل، حسبما أشار فرانك يانسن عمدة كوبنهاغن.

كما يمكن للعاصمة الرومانية بوخارست أن تثق في الحصول على بعض الدعم من الحكومة الرومانية لأن الاستثمارات في استضافة البطولة ستفيد البلاد على المدى البعيد، وحسبما أشار وزير الرياضة الروماني إيونوت شترو “ستدعم الاقتصاد بصفة خاصة في هذا التوقيت”. وما زالت العاصمة الأيرلندية دبلن تقيم مخاطر وفرص الاستمرار في استضافة البطولة وهو ما ينطبق أيضا على غلاسغو ولندن. وبشكل أساسي، يرجح أن تستمر هذه المدن الثلاث ضمن قائمة المدن المضيفة في 2021.

ودفعت التأثيرات الضخمة لفايروس كورونا على بريطانيا عمدة مدينة لندن صديق خان إلى توجيه تحذير قائلا “صحة الناس تأتي في المقام الأول” مؤكدا “كرة القدم أقل أهمية من صحة الناس”.

المصدر: العرب

زر الذهاب إلى الأعلى