اتفاق تاريخي لخفض إنتاج النفط ينهي حرب الأسعار
ارتفعت أسعار النفط صباح الاثنين 13 أبريل 2020 في الأسواق الآسيوية عقب اتفاق أوبك وشركائها على خفض تاريخي للإنتاج، وسط أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد.
وصباحاً ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7,03% إلى 24,36 دولاراً، وبرنت بحر الشمال بنسبة 4,6%.
وحافظت الأسعار على ارتفاعها بعد الظهر في الأسواق الآسيوية، حيث بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 23,94 دولاراً (أي بارتفاع 5%)، أما سعر خام برنت فواصل ارتفاعه بنسبة 4,2% في تعاملات بعد الظهر، بانخفاض طفيف عن التعاملات الصباحية. وبلغ سعر البرميل 32,83 دولاراً.
واتفقت أوبك وشركاؤها (مجموعة أوبك بلاس) مساء الأحد خلال اجتماع عبر الفيديو دام ساعةً على “أكبر خفض للإنتاج في التاريخ”، على أمل أن يسهم ذلك في رفع سعر النفط وسط تفشي وباء كوفيد-19 رغم التوترات بين موسكو والرياض.
وقد لاقى الاتفاق ترحيبا دولياً واسعا، لما سيجلبه من استقرار في أسواق النفط العالمية.
وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد بالاتّفاق الذي تمّ إبرامه بين الدول الكبرى المصدّرة للنفط لخفض الإنتاج، موجها شكره للعاهل السعودي المبك سلمان. كما أثنت الإمارات والكويت والعراق وكندا عليه.
وكتب ترامب على تويتر “الاتّفاق الكبير مع أوبك بلاس تمّ إنجازه. هذا سيُنقذ مئات آلاف الوظائف في قطاع الطاقة في الولايات المتحدة”.
وأضاف “أودّ أن أشكر وأهنّئ الرئيس الروسيّ (فلاديمير) بوتين والملك السعودي سلمان. لقد تحدثت إليهما للتوّ من المكتب البيضوي. إنّه اتّفاق عظيم بالنسبة إلى الجميع”.
من جانبه، أجرى ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، اتصالاً هاتفيا بالرئيس الأميركي لاستعراض نتائج اجتماع مجموعة “أوبك+”.
وشدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترامب الأحد على “الأهمّية الكبرى” لاتّفاق أوبك وشركائها بشأن الخفض التاريخي لإنتاج النفط.
وقال الكرملين في بيان إنّ الزعيمين شدّدا مرّةً جديدة، خلال اتّصال هاتفي، على “الأهمّية الكبرى للاتّفاق بصيغة أوبك بلاس بشأن خفض إنتاج النفط”.
كما أشار بيان الكرملين إلى محادثة هاتفيّة تمّت بين بوتين وترامب والعاهل السعودي الملك سلمان.
وجاء في البيان أنّ الزعماء الثلاثة “أيّدوا الاتّفاق الذي تمّ التوصّل إليه ضمن مجموعة أوبك بلاس حول الحَدّ من إنتاج النفط على مراحل وبشكل طوعيّ، بهدف إرساء الاستقرار في الأسواق العالميّة وضمان صمود الاقتصاد العالمي”.
وقالت وزارة الطاقة السعوديّة على تويتر إنّ اللقاء “انتهى بإجماع المنتجين في أوبك+ على خفض الإنتاج ابتداءً من مايو القادم”.
وأكّد الوزير النفط الكويتي خالد الفاضل على تويتر “إتمام الاتّفاق التاريخي على خفض الإنتاج بما يُقارب 10 ملايين برميل من النفط يوميّاً من أعضاء أوبك + ابتداءً من الأوّل من مايو 2020”.
من جهتها، أشادت وزيرة الطاقة المكسيكيّة روسيو نالي على تويتر بـ”الاتّفاق بالإجماع بين الدول الـ23 المشاركة”، متحدّثةً عن “خفض بـ9,7 ملايين برميل نفط” اعتباراً من مايو”.
ووفق المحلّل في “رايستاد إينيرجي” بجورنار تونهوغن، “نجحت أوبك+ اليوم في التوصّل إلى اتّفاق تاريخي لتحقيق أكبر خفض في الإنتاج عبر التاريخ”.
وقدّر زميله ماغنوس نيسفين أنّه “حتّى وإنْ كانت التخفيضات أقلّ مما يحتاج السوق، فقد تمّ حاليًا تجنّب الأسوأ”.
والتقى وزراء الدول الأعضاء في اوبك واولئك الذين شاركوا في “اعلان التعاون” الساعة 16,00 ت غ حسب ما ذكرت زمينة علييفا المتحدثة باسم وزارة الطاقة الأذربيجانية في بيان.
جاء الاجتماع لمتابعة النقاشات التي جرت مساء الخميس، والتي حصلت نتيجة التزام الرياض وموسكو استئناف الحوار في أعقاب حرب أسعار بينهما بدأت بعد المؤتمر المنعقد في مقر المنظمة بفيينا يوم 6 مارس.
وتفاجأ البلدان بسرعة انتشار فايروس كورونا المستجد الذي أدى إلى تراجع الطلب المنخفض أصلا.
لكن بعض المحللين يشككون في قدرة المنتجين على رفع الأسعار. ويرى محللو “رايستاد اينيرجي” للأبحاث أن “تخفيض الانتاج بـ10 مليون برميل يوميا سيحول دون سقوط الأسعار في هاوية، لكنه لن يؤدي إلى إعادة توازن السوق”.
والولايات المتحدة، أكبر منتج عالمي، ليست عضوا في “أوبك بلاس”، لكنها تسعى لخفض العرض لتحقيق استقرار في الأسعار وتوفير متنفّس لقطاع انتاج النفط الصخري الذي يواجه صعوبات كبيرة.
ورأى ستيفن انيس، وهو محلل في اكسيكورب أن خفض الانتاج “أقل مما كان السوق يأمل به” نظرا لتضرر الطلب بسبب الإغلاقات جراء فايروس كورونا المستجد في العالم.
وأضاف “الصفقة المطروحة ستعوض جزئيا فقط أسعار النفط. ولكن هذا كان الهدف المرجو منها”، مشيرا إلى أن المخاطر المتعلقة بأسعار النفط لن تتبدد “سوى عند رفع كل إجراءات الإغلاق” في العالم.
وبينما كانت الأسعار حوالى 60 دولارا للبرميل قبل بضعة أشهر، إلا أنها بلغت الأسبوع الماضي أدنى مستوياتها منذ 2002. ويفوق سعر البرميل 21 دولارا بقليل وفق أوبك التي تمثل مرجعا للكارتل.