4640 خرقاً حوثياً للهدنة الأممية في الحديدة خلال شهرين

رصدت غرفة عمليات ضباط الارتباط المشتركة المنبثقة عن لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة 4640 خرقاً للهدنة الأممية قامت بها الميليشيا الحوثية في الحديدة خلال شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، تنوعت بين قنص وتفجير أديا لمقتل 21 مدنياً، من بينهم خمسة أطفال، إضافة إلى تدمير منازل، واستهداف منشآت خاصة، وتدمير مركبات مدنيين، غالبيتها نتيجة ألغام وعبوات ناسفة، إضافة إلى استحداث 95 نفقاً وخندقاً.

وأكد وضاح الدبيش الناطق الإعلامي باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي لـ«الشرق الأوسط» أن القوات المشتركة رصدت استعانة ميليشيا الحوثي بمجموعة يقدر قوامها بـ150 عنصراً موجودة في الحديدة قادمة من صنعاء وصعدة وحجة، تعمل تحت إشراف خبيرين إيرانيين وخبير عراقي وخبير لبناني، موزعين على مختلف محاور الجبهات، مهمتهم إلى جانب مجموعة موجودة سابقاً زَرْع كمية كبيرة من الألغام والعبوات الناسفة بشكل عشوائي وبوتيرة عالية في الطرقات والمنازل والمزارع بمناطق جبهات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة الحوثي.

وبيّن الدبيش أن هذه العمليات تمت بعد تاريخ 11 مارس (آذار) 2020 عقب تعليق وانسحاب الفريق الحكومي من نقاط المراقبة الخمس، بعد قنص ضابط ارتباط في رقابة نقطة الخامري، خوفاً من ردة فعل القوات المشتركة لدخول الحديدة.

وقال: «بحسب مصادرنا الاستطلاعية، ومصادرنا في الداخل، فإن ميليشيا الحوثي أنزلت الألغام والعبوات الناسفة المختلفة والمتنوعة من معاملها في صعدة وحجة عبر شاحنات عليها مقطورات بطول 40 قدماً تحمل ثلاجات دجاج للتمويه من أي استهداف، وبلغ عدد الألغام أكثر من 100 ألف لغم بشري ومضاد دبابات وعبوات ناسفة بمختلف الأحجام والأشكال مطورة إيرانياً.

وعن أكثر المواقع التي تمت إعادة واستكمال زراعة الألغام والعبوات فيها، أوضح الدبيش أن الميليشيا زرعت مؤخراً الألغام في ميناءي الصليف وراس عيسى طوقاً دائرياً (نسق أول ونسق ثانٍ ونسق ثالث)، وفي داخل الميناء وفي مكاتب مبنى الإدارة والمخازن وقطع الغيار ومركبات الخردة، كما زرعت الميليشيا ألغاماً بمدينة الصالح وكلية الهندسة، ونقطة الخامري ومحيطها ونقطة سيتي ماكس والمنازل والمباني المحيطة بها، والهناجر والمستودعات الخاصة والعامة وبشكل جنوني، ونقطة ك 16 ومحيطها من منازل ومزارع وأحواش وشركات ومستودعات، ونقطة حي منظر المطار.

وتابع: «بات اليمن بشكل عام والحديدة بشكل خاص أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية، إذ زرعت الميليشيا ما يزيد على مليون لغم في مختلف المناطق، لن يسلم منها أحد، فالحديدة أصبحت مدينة الألغام والأنفاق وبضغطة زر ستتحول الحديدة إلى هيروشيما، وكل مكان في الساحل الغربي أصبح غير قابل للحياة بعد أن حولته ميليشيا الحوثي إلى ساحة للموت، إذ نثرت ألغامها في المزارع والمدارس وفِي وسط المنازل وحول القرى والمدن وفِي والسهول والسواحل، في حالة قد تشكل أبشع حالة انتشار للألغام على وجه الكرة الأرضية، وربما يصل تعدادها إلى أكثر من مليون لغم».

وتطرق الدبيش إلى تمكن الفرق الهندسية للقوات المشتركة من إتلاف 320 طلقة منوعة، و24 صاروخاً حوثياً، إضافة إلى 880 قذيفة و32 عبوة ناسفة خلال الفترة بين شهر فبراير ومنتصف مارس 2020. كما أتلفت 4890 لغماً مضاداً للدبابات و656 لغماً مضاداً للأفراد، و277 قنبلة منوعة و401 فيوزاً، كما تمكُنت الفرق الهندسية من نزع 4109 ألغام وذخيرة غير منفجرة. وبلغ إجمالي ما تم نزعه من قبل البرنامج السعودي (مسام) عدد 6776 لغماً وذخيرة وعبوة ناسفة.

وضمن تصعيد الميليشيات الحوثية وخروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال بالحديدة، ارتفعت وتيرة إطلاق الطائرات المسيّرة أكثر من السابق بعد تعليق وانسحاب الفريق الحكومي من لجنة إعادة الانتشار، إذ توزعت وتنوعت الطائرات المتهاوية بين طائرات استطلاعية وهجومية متشظية انتحارية إيرانية الصنع.

المصدر: الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى