بومبيو يضغط على الأمم المتحدة لتقليص المساعدات المقدمة لليمن

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية الثلاثاء 3 مارس 2020 مقالا كتبه كولوم لينش و روبي جرامر كشفا فيه ضغوط تمارسها إدارة ترامب على الأمم المتحدة لتقليص عمليات المساعدات الحيوية في اليمن بسبب سعي جماعة الحوثي الموالية لإيران إلى سيطرة أكبر على عملية توزيع المساعدات الإنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرتها.

وذكر المقال أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يعتزم السفر إلى مقر الأمم المتحدة في 6 مارس للاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، حيث يثير بومبيو مخاوف بشأن بطء الأمم المتحدة في عملية تجميد توصيل المساعدات بسبب استمرار عرقلة الحوثيين والاستيلاء على الإغاثة المنقذة للحياة.

ووفقاً لمصادر دبلوماسية، من المتوقع أن ينفرد بومبيو بمنسق الإغاثة في الأمم المتحدة، مارك لوكوك من المملكة المتحدة، لاتباع نهج أكثر عدوانية وتعليق المزيد من برامج الإغاثة في اليمن ، بحسب ما أفادت به مصادر السياسة الخارجية.

وتطرق المقال إلى أن هذه الخطوة لتعليق المساعدات المقدمة لليمن تأتي كرد على قيام الحوثيين بإعاقة إيصال المساعدات الإنسانية في شمال اليمن، كجزء من استراتيجية أوسع لفرض سيطرة أكبر على كيفية توزيع المساعدات في الأراضي الخاضعة لسيطرتها، وأثارت هذه الإجراءات غضب الدول المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، والجمعيات الخيرية الخاصة، ومسؤولو الإغاثة التابعون للأمم المتحدة.

وقال الكاتبان “أن الحوثيين اتهموا بالسعي لانتهاك قواعد المساعدات الإنسانية لتحويل المساعدات لكسب اليد العليا في الصراع، وكسب المال، وتوفير معاملة تفضيلية للمجتمعات التي تدين بقضيتها، وأن الولايات المتحدة تخطط لتجميد الإنفاق على سلسلة من البرامج في وقت لاحق من هذا الشهر، مما تسبب في احتكاك مع الدول المانحة الأخرى والمنظمات غير الحكومية التي ترغب في استمرار تدفع المساعدات، وفقا لمسؤولين مطلعين على هذه المسألة، فيما لم تحدد الولايات المتحدة البرامج التي ستتوقف عن تمويلها، لكن مسؤولًا أمريكيًا كبيرًا أخبر المراسلين أنه سيكون هناك “استثناءات لبرامج منقذة للحياة حقًا”، بما في ذلك إطعام الأطفال المرضى”.

وأشار الكاتبان إلى أن هناك اختلافات في الرأي حول كيفية قطع المساعدات بقوة في اليمن، التي تعاني أزمة إنسانية الأكبر في العالم، حيث يعتمد نحو 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة على المساعدات والحماية الدولية، فيما تدرك الأمم المتحدة أن هناك حاجة إلى تعليق بعض المساعدات إذا كانت مقتنعة بأن هذه المساعدة ستنتهك المعايير الإنسانية المقررة التي تتطلب توزيع المساعدات على أساس الحاجة. ولكنها تخشى أن تكون ضغوطات الولايات المتحدة بالتخفيض التام للمساعدات تهديدا للأرواح.

ولفت المقال إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة حريص على “أهمية الحفاظ على العملية الإنسانية، التي يتم تنفيذها في ظل ظروف صعبة، لكنه يقدم المساعدة المنقذة للحياة لملايين اليمنيين” ، وفقًا لبيان أصدره مكتبه في 12 فبراير. “يدعم الأمين العام الحوار المستمر مع جميع الأطراف المعنية لضمان وصول المساعدة إلى كل من يحتاج إليها، وفقًا للمبادئ الإنسانية”، مشيرا إلى أن عمال الإغاثة حذروا من أن تعليق الإغاثة عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني السيئ بالفعل.

ونوه المقال إلى أن الحملة الأمريكية غذت الشكوك لدى بعض المراقبين بأن موقف واشنطن المتشدد قد يكون مدفوعا بالرغبة في ممارسة الضغط الدبلوماسي على إيران وحلفائها في المنطقة أكثر من القلق بشأن سوء سلوك الحوثيين. كما تأتي هذه الحملة في وقت اقترح فيه البيت الأبيض تخفيضات كبيرة في ميزانية المساعدات الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى