«البرهان» يكتفي بـ70 كلمة عن لقائه بنتنياهو
بعد 24 ساعة من صمت المؤسسات الرسمية في الخرطوم، وعقب ساعات طويلة من من الاجتماعات المغلقة، الثلاثاء 4 فبراير 2020، اكتفى “مجلس السيادة” الانتقالي بالبلاد ببيان لم يتجاوز 70 كلمة عن اللقاء المفاجئ بين رئيسه، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في أوغندا الإثنين.
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.
وقال البرهان، في البيان: “تم بالأمس لقاء جمعني مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في أوغندا، وقمت بهذه الخطوة من موقع مسؤوليتي بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني، وتحقيق المصالح العليا للشعب”.
وأضاف: “أؤكد أن بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية بالأمر، وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية”.
وتتضمن هذه الوثيقة محددات مرحلة انتقالية، يعد مجلس السيادة أحد هياكلها، وبدأت في 21 أغسطس/ آب الماضي، وتستمر 39 شهريًا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كلًا من الجيش وتحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”.
وتابع البرهان: “كما أؤكد أن موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينية وحق شعبه في إنشاء دولته المستقلة، ظل ومازال وسيستمر ثابتا، وفق الإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية”.
وجاء بيان مجلس السيادة، عقب اجتماع مشترك للمجلس مع مجلس الوزراء، الثلاثاء، لبحث لقاء البرهان ونتنياهو.
وبعد أن كشفت إسرائيل عن اللقاء، اكتفت الحكومة السودانية، مساء الإثنين، بالقول إنه لم يتم التشاور معها ولا إطلاعها على اللقاء، وأنها تنتظر توضيحات من البرهان.
وقبل الاجتماع المشترك لمجلسي السيادة والوزراء، عقد مجلس الوزراء اجتماعًا طارئًا، ومنع مراسلي وسائل الإعلام من دخول مقره، واقتصرت التغطية على التلفزيون ووكالة الأنباء الرسميين، بحسب الأناضول.
وكشف مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية، عبر “تويتر” الإثنين، عن لقاء نتنياهو والبرهان، مضيفًا أنهما اتفقا على “بدء تعاون يقود نحو تطبيع العلاقات بين البلدين”.
وذكرت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل” العبرية، نقلًا عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ”رفيع المستوى”، قوله إن الإمارات هي التي رتبت هذا اللقاء.
وجاء لقاء البرهان ونتنياهو المفاجئ في وقت يتصاعد فيه الرفض العربي والإسلامي لخطة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، للتسوية في الشرق الأوسط، وتُعرف إعلاميًا باسم “صفقة القرن”.
وتتضمن خطة ترامب، إقامة دولة فلسطينية في صور “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها “في أجزاء من القدس الشرقية”، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل.
ورفضت كل من تركيا وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي خطة ترامب، باعتبار أنها “لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، وتخالف مرجعيات عملية السلام”.