الزواج من خلال الإنترنت يقلل فرص الانفصال والطلاق

توصّلت دراسة أنجزها باحثون من جامعة فيينا في النمسا، إلى أنّ الأشخاص الذين يتواصلون عبر مواقع الإنترنت المختصة في التعارف قصد الزواج، يتزوجون في وقت أسرع، مؤكدة أن هذا النوع من الارتباط ناجح ويدوم لفترة طويلة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الزواج من خلال الإنترنت، يقلّل فرص الانفصال والطلاق، موضحة أن أكثر من 17 في المئة من الزيجات تبدأ عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو التعارف على الإنترنت، وأن 1 من بين كل 6 زيجات تتم عبر الإنترنت، ومن غير المرجّح أن تنتهي الزيجات عبر الإنترنت بالطلاق خلال السنة الأولى. كما بيّنت أن نحو 50 مليون شخص يتعارفون عبر الإنترنت بسبب الفضاء الواسع الذي يفتحه الإنترنت للمستخدمين.

وقال خبراء العلاقات الزوجية إن المجتمع العربي أضحى في الوقت الحالي أكثر تقبّلا للزواج عبر الإنترنت، حيث شهدت مواقع الزواج الإلكتروني انتشارا في الآونة الأخيرة، ويدلّ هذا الانتشار على نجاح تجارب الزواج عبر الإنترنت.

وأشاروا إلى أنّ نجاح زواج الإنترنت في الدول الغربية لا يعني نجاحه في العالم العربي لأنّ هناك بعض المحاذير، إلا أنهم أقرّوا بوجود الكثير من الزيجات الناجحة، ولفتوا إلى أنّ البعض في المجتمعات العربية يعتقدون أنّ الزواج عبر الإنترنت هروب من القيود المجتمعية التي كانت تحيط وتحاصر البعض خاصة المرأة التي كانت نسب اختيارها لشريك حياتها محدودة جدا.

ويرى البعض أنّ الأشخاص الذين يلجؤون للزواج عبر مواقع التعارف هم أشخاص يائسون، ولا يمكنهم التعرّف إلى شركاء حياتهم بالصورة التقليدية وفي الحياة الواقعية.
وفي المقابل يرى البعض الآخر أن مواقع التعارف تمنح الناس الثقة والأمل في إيجاد شريك الحياة المناسب، لأنها تتيح لهم العديد من الخيارات، وحتى في حالة الفشل في تطوير العلاقة مع أحد الأشخاص يمكنهم البحث بصورة أفضل في المرّات القادمة والتعلّم من أخطائهم.

ويتفق الكثيرون من مستخدمي مواقع التعارف على أن هذه التجربة جيدة للغاية للقاء شريك الحياة المناسب، وذلك لأن هذه المواقع أتاحت لهم خيارات ضخمة تمكّنوا من خلالها من إيجاد الشخص المناسب بدقة، حيث لا يعتبرون أنها وسيلة وهمية بالرغم من أن أغلب العلاقات تكون عن بعد ما دام سيكلل التعارف بلقاء حقيقي في الواقع.

وكشفت دراسة أميركية سابقة أن الأزواج الذين يلتقون عبر الإنترنت تدوم علاقتهم الزوجية مدة أطول ويتمتعون بحياة سعيدة، مشيرة إلى أن الزواج عبر الإنترنت أصبح الأكثر شيوعا بفضل زيادة مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح المختصون أن الأزواج الذين يتعرّفون على بعضهم البعض عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة، وبدوافع قوية لإقامة علاقة زوجية ناجحة وطويلة الأمد.

وأكدت دراسة أجراها معهد بيو للبحوث أنّ التعارف والزواج عبر مواقع الإنترنت ينتشر في الفئة العمرية ما بين 25 إلى 45 سنة، وينتشر بصورة أكبر بين خرّيجي الجامعات وسكان المدن. وأشارت إلى أن نسبة 59 بالمئة من مستخدمي شبكات الإنترنت لا يعارضون الارتباط عبر مواقع التعارف.

وتوصّلت الدراسة إلى أن نسبة نجاح علاقات الزواج عبر مواقع التعارف ارتفعت مؤخرا، وأصبحت المجتمعات في السنوات الأخيرة أكثر تقبّلا لمسألة الزواج عبر مواقع التعارف، وأكد غالبية المشاركين في الاستطلاع أن الارتباط عبر الانترنت يتيح لهم إيجاد الشريك المناسب لهم بصورة أفضل، حيث أنهم يعرفون الكثير من المعلومات عن الأشخاص الراغبين في الارتباط بهم قبل الزواج بهم.

المصدر: وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى