غريفيث يعلق على القتال في صنعاء والحديدة
جدد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفثس، مساء الاثنين، دعوته للأطراف اليمنية لخفض تصعيد العنف وتجديد التزامهم بالتوصل لحل سلمي للنزاع.
وقال غريفثس في بيان صحافي مقتضب نشره على صفحته بموقع “تويتر”: “يستحق اليمنيون ما هو أفضل من الحياة في ظل حرب لا تنتهي”.
وجاءت هذه الدعوة بالتزامن مع اشتداد ضراوة المعارك بين القوات الحكومية وميليشيات الحوثي الانقلابية على أكثر من جبهة شرق العاصمة صنعاء ومحافظات مأرب والجوف والبيضاء، إضافة إلى تلويح الحكومة الشرعية بإنهاء اتفاق ستوكهولم الذي وقعته مع الميليشيات في السويد برعاية أممية قبل أكثر من عام.
يجب على الأطراف في #اليمن خفض تصعيد العنف وتجديد التزامهم بالتوصل لحل سلمي للنزاع. يستحق اليمنيون ما هو أفضل من الحياة في ظل حرب لا تنتهي.
— UN Special Envoy for Yemen (@OSE_Yemen) ٢٧ يناير ٢٠٢٠
وأوضح المبعوث الأممي، أن أطراف النزاع في اليمن قطعت عهداً أمام الشعب اليمني بإبقاء الحديدة آمنة، وباستخدام إيرادات الميناء في دفع الرواتب وإعادة المحتجزين لذويهم وأحبائهم.
ودعا غريفثس الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية إلى الوفاء بتلك العهود وبناء بيئة مواتية لعملية السلام.
منذ ما يزيد عن العام، قطع أطراف النزاع في #اليمن عهدا على أنفسهم أمام الشعب اليمني بإبقاء الحديدة آمنة، وباستخدام إيرادات الميناء في دفع الرواتب، وبإعادة المحتجزين لذويهم وأحبائهم. يجب على أطراف النزاع الوفاء بتلك العهود وبناء بيئة مواتية لعملية السلام.
— UN Special Envoy for Yemen (@OSE_Yemen) ٢٧ يناير ٢٠٢٠
والأحد، عبّر سفراء فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية لدى اليمن عن قلقهم البالغ إزاء التصعيد الأخير للصراع في اليمن.
وأشار بيان مشترك للسفراء الأربعة لدى اليمن، الأحد، إلى أن هذا التصعيد تسبب في مقتل مدنيين وتشريد العائلات، كما أنه يهدد بتراجع التقدم المحرز في وقف التصعيد.
وناشد السفراء في بيان مشترك نشرته السفارة البريطانية لدى اليمن، الأطراف المتنازعة على وقف القتال على الفور، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتجميد العمليات العسكرية، بما في ذلك حركة المقاتلين والهجمات بطائرات بدون طيار والقصف الصاروخي.
كما أكد البيان التأييد التام لجهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفثس، ودعوته الأطراف إلى الالتزام بمبادرات وقف التصعيد ومواصلة تعزيز تلك المبادرات، مشيراً إلى أن الشعب اليمني وبعد خمس سنوات من الحرب، نال ما يكفي منها “ولن يسامح أي نكسة جديدة لعملية السلام”، حسب البيان.
وأضاف البيان: “هناك حاجة إلى القيادة وضبط النفس المستمر قبل فوات الأوان”.
من جهتها، قالت الحكومة اليمنية الشرعية، مساء الأحد، إن تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية “نسف كافة جهود التسوية السياسية للأزمة اليمنية”، مؤكدةً أن صبرها “لن يطول”.
وأوضح وزير الإعلام اليمني معمر الارياني أن ما يحدث من تصعيد عسكري لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والذي ترافق مع تطورات إقليمية أبرزها مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وتصعيد الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في المنطقة، ينسف كل الاتفاقيات والتفاهمات مع الميليشيا، وفي مقدمتها اتفاق السويد حول الحديدة ويعيد جهود بناء مسار سياسي لإحلال السلام في اليمن إلى نقطة الصفر.
ولفت الإرياني، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن ميليشيا الحوثي لم تنفذ خلال أكثر من عام أي من التزاماتها بموجب اتفاق السويد، في ظل وقف إطلاق النار الهش في محافظة الحديدة، وعدم تحقيق أي تقدم في الوضع الإنساني وملف الأسرى وحصار محافظة تعز.
وأشار إلى أن الميليشيات الحوثية استغلت الفترة التي أعقبت الاتفاق لامتصاص وتعويض خسائرها البشرية وإعادة ترتيب صفوفها والتحضير لجولة جديدة من التصعيد.
ودعا وزير الإعلام اليمني المجتمع الدولي والمبعوث الأممي، مارتن غريفثس لإدراك أن صبر الحكومة إزاء هذه الممارسات لن يطول، وأن التصعيد العسكري من قبل الميليشيا الحوثية في عدد من الجبهات هو نتيجة لغض الطرف وعدم التعامل الجدي والحازم مع جرائمها وانتهاكاتها الإرهابية بحق اليمنيين.
وأكد أن الشعب اليمني والجيش الوطني قادرون على التصدي للمشروع الإيراني وذراعه الحوثية، وتحرير كل ما تبقى من الأراضي تحت سيطرة الميليشيات الحوثية “التي أكدت مجدداً أن لا عهد لها ولا ميثاق”، وفق تعبيره.