هل تسرب كورونا الجديد من المختبر الوطني للأمن البيولوجي بووهان؟

يعيش العالم حاليا حالة من التأهب القصوى والرعب، خوفا من انتشار فيروس كورونا القاتل، الذي ظهر حديثا في الصين وتسبب في وفاة 41 ضحية حتى الآن، وفقا للإحصاءات الصينية، إضافة إلى أكثر من 1200 مصاب حتى الآن، وازدادت حالة الاستنفار القصوى حول العالم مع اكتشاف قدرة السلالة الجديدة للفيروس على الانتقال بين البشر، ما يفتح المجال للمرض المميت للانتشار بشكل أوسع وسرع من المرات السابقة.


بينما تتصاعد درجة الاستعدادات الأمنية والوقائية في جميع المطارات والموانئ والمناطق الهامة بجميع دول العالم، بدأ العلماء في طرح الأسئلة لمحاولة الوصول لسبب انتشار هذا الفيروس القاتل بهذه الشراسة الشديدة غير المسبوقة، إضافة إلى محاولة حل لغز تطور الفيروس بهذا الشكل المفاجئ، واكتسابه القدرة على الانتقال بين البشر، وبدأ البعض يشير لاحتمال هروب الفيروس من معامل الأبحاث البيولوجية، كتفسير لتلك الطفرة الخطيرة غير المفهومة، وفقا لما نشرته صحيفة “The Sun” الإنجليزية.


فيروس كورونا، أو (CoronaVirus)، هو أحد أنواع الفيروسات التاجية، والتي سميت بهذا الاسم لأن سطحها مغطى بنتوءات صغيرة، تجعل الفيروس يبدو تحت الميكروسكوب كشمس محاطة بهالة من الأشعة، وتعني كلمة (Corona) في اللغة اللاتينية “تاج” أو “هالة”.

تضم عائلة الأمراض التاجية عدة أنواع أخرى غير فيروس كورونا، وهي مجموعة من الفيروسات واسعة الانتشار، تسبب أعراضا تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض التنفسية الأشد وطأة، مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم، المعروفة باسم سارس (SARS).


من المعروف عن فيروس كورونا، أنه حيواني المنشأ (zoonotic)، شأنه شأن الفيروسات التاجية الأخرى، فمثلما انتقل مرض الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم “سارس” الذي انتقل إلى البشر من قطط الزباد، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية التي انتقلت إلى البشر من الإبل، يعتقد الخبراء أن فيروس كورونا الذي انتشر مؤخرا في الصين، أو فيروس كورونا الجديد (Novel Coronavirus)، قد انتشر أيضا من خلال الحيوانات، وبينما لم يحدد العلماء بعد حيوانا معينا كمصدر مؤكد للموجة الجديدة، فإن الخفاش يعتبر من أكثر الحيوانات المتهمة بذلك، إضافة إلى عدد من الحيوانات الأخرى التي تباع في أسواق الصين الشعبية، ويعتقد الكثير من الخبراء أن سوق المأكولات البحرية ربما تكون هي مسقط رأس الفيروس الجديد.


إلا أن الخطورة الشديدة للمرض الذي ظهر مؤخرا، وقدرته على الانتقال بين البشر، دفعت البعض للشك في أمر ذلك الفيروس المميت، خاصة أن مدينة “ووهان” والتي نشأ فيها للفيروس الجديد، وعزلتها السلطات الصينية بشكل كامل، تحتوي بالفعل على معمل للأبحاث البيولوجية، يحمل اسم المختبر الوطني للسلامة الحيوية (National Bio-Safety Laboratory)، الذي أنشأته الصين كبداية لسلسلة من المعامل المخصصة لدراسة الأمراض الخطيرة والمستعصية على العلاج.


أبدى عدد من خبراء الصحة والأمن الحيوي العالمي، تخوفهم بعد افتتاح المختبر المذكور من احتمال هروب أي سلالة من الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات التي يتم دراستها داخل المعمل، وبينما يرى البعض أنه لا توجد إمكانية لتسرب الميكروبات من داخل المختبر إلى خارجه، نظرا لكونه من المختبرات التي تتبع مستوى السلامة الحيوية الرابع (Biosafety level 4)، وهو الذي تنتمي إليه المؤسسات البحثية التي تتعامل مع أشد أنواع الميكروبات فتكا، فإن البعض الآخر يرى أن هذا شيئا ليس مستحيلا.


هناك تقارير تفيد بحدوث تسرب من معمل بالعاصمة الصينية “بكين”، وإن كان ذلك المعمل أقل تأمينا من معمل مدينة “ووهان”، كما أن هناك معملا آخر، ينتمي أيضا لمستوى السلامة الحيوية الرابع مثل معمل مدينة “ووهان”، شهد عددا من الثغرات في نظامه الأمني للتعامل مع مسببات الأمراض والفضلات الحيوية.

البعض يرى أنه لا توجد فائدة من اتهام معمل مدينة “ووهان” بالتسبب في ظهور السلالة الجديدة لفيروس كورونا، بينما يرى آخرون، أن معرفة أي تغييرات حدثت في المادة الوراثية داخل المعمل، أو أي تغييرات أخرى، يعتبر أمرا جوهريا من أجل منع انتشار الفيروس وعلاج المصابين به، لكن يبقى الرأي الذي يتفق عليه الجميع أنه يجب اتخاذ أقصى تدابير ممكنة للكشف على جميع المسافرين بين دول العالم، خاصة مع بداية رأس السنة الصينية الجديدة، وعزل من يشتبه في إصابتهم، مع استمرار الأبحاث للوصول لأكثر طريقة فعالة للعلاج والوقاية من سلالة الفيروس الجديدة.

المصدر: وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى