لعنة الإصابات تبعثر أوراق كبار أوروبا في موسم الانتقالات

أكد فرانك لامبارد المدير الفني لفريق تشيلسي الإنجليزي، الأربعاء 22 يناير 2020، أن ناديه سيبدأ البحث عن مهاجم جديد خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، وذلك عقب الإصابة التي تعرض لها مهاجمه تامي أبراهام في لقاء الفريق أمام أرسنال، الثلاثاء. وقال لامبارد “أتمنى ألا يغيب لأسابيع عديدة”.

ويعتبر أبراهام من العناصر المؤثرة في تشكيلة لامبارد برفقة مواطنه هودسون أودوي. وتمكن لاعبا تشيلسي والمنتخب الإنجليزي (أقل من 21 عاما) من تسجيل 19 هدفا في الموسم الجاري، ليتجاوزا بذلك ما سجله اللاعبون الشباب في المواسم الـ12 الماضية.

ويجمع محللون رياضيون وخبراء في كرة القدم على أن هذا الموسم يعدّ استثنائيا من حيث الإصابات الحرجة لبعض اللاعبين المؤثرين بالنسبة إلى الأندية الكبرى في مختلف الدوريات الأوروبية، سواء في إنجلترا أو إسبانيا أو إيطاليا وكذلك في ألمانيا.

وفي إنجلترا تتالت تصريحات المدرّبين المنتقدة لرابطة كرة القدم على جدول المباريات المزدحم في ظل تواتر المباريات والمنافسة القوية التي تخوضها الفرق على أكثر من جبهة مما تسبب في تعرض اللاعبين إلى إصابات بالغة تعرضهم للغياب لفترات طويلة.

وعلى عكس ما جرت عليه العادة كل موسم لم تتمتع الأندية الإنجليزية بعطلة الراحة خلال رأس السنة، مما يدلّل على شدة الضغط الذي يفرضه جدول المنافسة محليا وقاريا.
وتوجه بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي، الاثنين، بطلب إلى رابطة الدوري الممتاز بضرورة إلغاء بعض المسابقات في إنجلترا من أجل حماية اللاعبين ورفع جودة اللعب في المباريات.

وكان مهاجما توتنهام هاري كاين ومانشستر يونايتد ماركوس راشفورد تعرضا إلى إصابتين خطيرتين قد يكون لهما تأثير على حظوظ المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس أوروبا 2020 الصيف المقبل، مما دفع غوادريولا إلى التصريح بأن الوضع الحالي “لا يحتمل”.

وقال المدرب الإسباني “اللاعبون يصلون إلى كأس أوروبا ويحاولون بذل قصارى جهدهم مع منتخباتهم الوطنية ثم يعودون إلى صفوف أنديتهم بعد 20 يوما من الراحة لأن البطولات المحلية ستنطلق مجددا. إنه وضع غير محتمل”.

وبالمثل يجد مانشستر يونايتد نفسه أمام معضلة حقيقية لمعالجة التأثير الكبير الذي تركه أكثر من لاعب في الفريق مما دفع مدربه أولي غونار سولسكاير إلى التلميح بإمكانية ضم لاعبين لفترة قصيرة، بعد النكسة التي تعرض لها الفريق بإصابة مهاجمه ماركوس راشفورد ستبعده ما لا يقل عن ستة أسابيع عن الملاعب.

وقال سولسكاير “تعرض راشفورد لإصابة سيئة، إنه شِعر في أسفل ظهره.. سيغيب ماركوس لفترة. لن يعود قريبا، سيغيب لحوالي ستة أسابيع ومن ثم سيبدأ مرحلة إعادة التأهيل”. وأضاف النرويجي “لقد عانينا من الإصابات للاعبين مهمين هذا الموسم” في إشارة إلى الفرنسي بول بوغبا والأسكتلندي سكوت ماكتوميناي، متابعا “هناك لاعبون نرغب في ضمهم على المدى الطويل ولن تتغير أسماؤهم فقط لأن لدينا لاعبين مصابين للشهرين أو الثلاثة أشهر المقبلة. قد نوقع مع لاعبين لفترة قصيرة”.

وفي إسبانيا دفعت الإصابة التي تعرض لها المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز إدارة فريق برشلونة إلى التفكير جديا في دخول سوق الانتقالات الحالية. وأقر مدرب البارسا كيكي سيتيين، الثلاثاء، بأن النادي يفكر في التعاقد مع مهاجم لتعويض غياب سواريز.

وردا على سؤال عن إمكانية تعاقد النادي مع مهاجم في يناير، قال سيتيين الذي تولى المهمة على رأس الجهاز الفني منتصف الشهر الحالي خلفا لمواطنه إرنستو فالفيردي “نحن نفكر في ذلك.. نتحدث عن الأمر ولكن لا يزال علينا أن نفكر قليلا بعد..”.

وبالمثل يعاني ريال مدريد من المشكلة نفسها بعد تعرض مهاجمه إيدين هازارد إلى إصابة لا يزال يعاني للتعافي منها وينتظر أن تتأخر عودته إلى الميادين هذا الموسم. كما تعرض كريم بنزيمة إلى إصابة أبعدته عن خوض بطولة كأس السوبر التي أقيمت على الأراضي السعودية وحصد الفريق لقبها لأول مرة بنسختها الجديدة.

إصابة راشفورد قد تؤثر على حظوظ المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس أوروبا 2020


وبالمثل يتواصل غياب الجناح الويلزي غاريث بايل الذي يتماثل هو الآخر للشفاء بعد إصابة منعته من خوض بطولة السوبر وأخّرت عودته إلى تشكيلة الفريق. وهو ما وضع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أمام خيارات صعبة وبعثر أوراقه في المباراتين الأخيرتين للفريق بالدوري المحلي.

ورغم الإقرار بأن الإصابات هي ضلع مكون لقانون اللعبة في كرة القدم، لكن ذلك لا يمنع من التدليل على أن وقعها أصبح أكثر إيلاما خصوصا للفرق التي تحتل مراكز متقدمة في الدوريات الأوروبية وتطمح إلى المنافسة على أكثر من واجهة بما في ذلك مسابقة دوري الأبطال. ويربط محللون بين ظاهرة الإصابات التي كثيرا ما تؤرق المدرّبين، خصوصا في الأندية التي تعاني من عدم تواجد أكثر من بديل في مراكز بعينها، وبين تواتر المباريات وتكثيفها، مقرّين في الآن ذاته بأنه من الطبيعي أن تكون لذلك ارتدادات من بينها الإجهاد وتراجع مستوى بعض اللاعبين وتعرضهم إلى إصابات.

وكان غوارديولا انضم إلى الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول متصدر الدوري للسخرية من فكرة توسيع مسابقة دوري أبطال أوروبا اعتبارا من العام 2024. وقال بسخرية “الحل الذي أمامك هو جعل سنة من 400 يوم ثم يمكننا التأهل إلى مسابقة أخرى”. وأضاف “لا يمكن لكبار الإداريين الشكوى لأنه من الطبيعي أن يحدث هذا. انظروا إلى الإصابات التي عانينا منها، جميع الفرق عانت. هذا طبيعي. مع هذا العدد من المباريات، ينهار اللاعبون. أنا لست مندهشا، أنا آسف جدا بالنسبة لهم”.

ومن جهته حذر خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني الأندية الأوروبية الكبرى من التأثير المزعزع للاستقرار في حال تغيير نظام دوري أبطال أوروبا بعد تجديد كأس العالم للأندية. وقال تيباس “لا يتعلق الأمر فقط بحصد المال وصناعة الإرث. في الغالب لا يتم النظر في الآثار وهذا يمكن أن يتسبب بالضرر”.

المصدر : وسائل إعلام

زر الذهاب إلى الأعلى