الجراحة أنجح علاج لمتلازمة آلام الوجه

أكد فريق من الباحثين أن العمليات الجراحية تزيل بشكل كبير الآلام التي يسببها مرض العصب الثلاثي. يحدث هذا المرض والمعروف أيضا باسم “التشنجات اللاإرادية” عندما تختل جاهزية عصب الدماغ في نقل الأحاسيس من الدماغ إلى الوجه. عند حدوث ذلك الاختلال، يتلقى الدماغ إشارات للألم خاطئة لكنها قوية جدا.

وفي تقرير نشر في موقع راديو كندا، تصف جراحة الأعصاب موجان هوداي، من معهد (كريمبيل براين) التابع لمستشفى (تورنتو ويسترن) الكندي، المرض بأنه “صاعقة من الألم الشديد للغاية”.

وقد يعاني حوالي 5 أفراد من كل 100000 شخص من هذه الحالة والتي غالبا ما تشخص بشكل خاطئ. قبل ثلاث سنوات، شعرت مورين شونيسي كيتس بألم شديد على الجانب الأيمن من وجهها، مثل صدمة كهربائية. في البداية كانت مجرد وخزات تلم بها عندما تنظف أسنانها أو عند الشعور بنسيم خفيف على خدها، ثم تطورت في وقت لاحق إلى ألم مستمر ومبرح.

وتم تشخيص حالتها في أواخر عام 2016 ثم قامت الدكتورة موجان هوداي بإجراء العملية الجراحية لها في أبريل 2017. تقول هوداي “لا شك أنه من المجدي للغاية أن نعلم أننا قادرون على معالجة المرضى وأنهم لم يعودوا يعانون. المرض واحد من متلازمات الألم القليلة التي يمكننا القضاء عليها”.

أثناء الجراحة، تقوم هوداي بإحداث شق في الجمجمة والتحقق من موقع العصب مثلث التوائم، الذي يبعد حوالي ثلاث بوصات داخل المخ.
وفي بعض الحالات، يتم حبس العصب بواسطة أوعية دموية يستبدلها جراح الأعصاب قبل وضع حاجز صغير لمنع حدوث التلامس مرة أخرى. وتستغرق العملية اليوم حوالي 90 دقيقة، بعد أن كانت تستمر لحوالي ست ساعات، قبل 40 عاما.

وأفادت العديد من الدراسات أن ما بين 80 و95 بالمئة من المرضى يبلغون عن زوال الألم بعد العملية مباشرة، في حين لا يعاني حوالي 75 بالمئة من المصابين من الألم بعد خمس سنوات من العملية. ولا يزال فريق البحث لجراحة الأعصاب في تورنتو يدرس متلازمات الألم ويسعى إلى فهم الألم بشكل أفضل. فقد يساعد الفهم الأعمق لألم العصب الثلاثي في تشخيص المزيد من الحالات بشكل صحيح وتوفير العلاج المناسب لها. ويمكن أيضا علاج هذا المرض عن طريق الأدوية، وخاصة عن طريق مضادات الصرع، التي تُعطى عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أو عن طريق الإشعاع.

وتعمل الدكتورة هوداي وفريقها أيضا على تطوير تقنيات جديدة لتصوير الدماغ يمكن أن تساعد الأطباء على تحديد أنواع الألم المختلفة وتأثيراتها على الدماغ بدقة.

وذكر تقرير نشر في موقع مايو كلينك الأميركي أنه عند الإصابة بألم العصب ثلاثي التوائم، تتعطل وظيفة العصب. وعادة ما تكون المشكلة عبارة عن تماس بين وعاء دموي طبيعي، يكون في تلك الحالة، شريانا أو وريدا، والعصب ثلاثي التوائم عند قاعدة الدماغ. ويؤدي هذا التماس إلى الضغط على العصب مؤديًا إلى خلل وظيفي به. ويمكن أن يحدث ألم العصب ثلاثي التوائم نتيجة للتقدم في العمر، أو يمكن أن ينجم عن التصلب المتعدد، أو اضطراب مشابه يُتلف الغمد المياليني الذي يوفر الحماية لبعض الأعصاب. وقد ينتج ألم العصب ثلاثي التوائم أيضا عن وجود ورم ضاغط على العصب ثلاثي التوائم.
وقد يشعر بعض الأشخاص بألم العصب ثلاثي التوائم نتيجة لآفة في الدماغ أو لتشوهات أخرى. وفي حالات أخرى، يمكن أن تكون الإصابات الجراحية أو السكتة الدماغية أو أي صدمات في الوجه هي المسؤولة عن ألم العصب ثلاثي التوائم.

وقد تشمل أعراض ألم العصب ثلاثي التوائم واحدا أو أكثر من هذه الأنماط:

نوبات شديدة من الألم والوخز التي تشبه الصّدمة الكهربائية.
نوبات متتابعة من الألم عن بعض الأفعال مثل لمس الوجه أو المضغ أو التّحدث أو غسل الأسنان.
تتراوح نوبات الألم المستمرة بين بضع ثوان إلى دقائق معدودة.
تستمر سلسلة من النوبات المتعددة لمدة أيام أو أسابيع أو شهور أو أكثر وقد يمر بعض الأشخاص بفترات دون المعاناة من الألم.
الشعور بالحكة المستمرة أو الحرق قبل أن تتطور إلى ألم العصب ثلاثي التوائم.
ألم في المناطق التي يوجد بها العصب ثلاثي التوائم، مثل الخد والفك والأسنان واللثة والشفاه أو بصورة أقل في العين والجبهة.
في بعض الأوقات، يصيب الألم جهة واحدة من الوجه، ولكنه نادرا ما يصيب جانبي الوجه.
يتركز الألم في نقطة واحدة أو ينتشر على نطاق أفقي.
نوبات تتكرر وتزداد حدة مع الوقت.

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى