بعد أربعة عقود.. الموت يُغّيب حكيم السياسة العربية

أعلن التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء العمانية على حسابها على تويتر وفاة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في ساعة مبكرة من صباح السبت 11 يناير 2020.

كان سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد، يعد صاحب ثالث أطول فترة حكم في العالم في 2020 بعد الملكة إليزبيث الثانية، ملكة بريطانيا التي تولت الحكم عام 1952 حتى الآن، ثم السلطان حسن البلقية، الذي اعتلى عرش سلطنة بروناي عام 1967 إلى الآن، وكان السطان قابوس قد تقلد حكم سلطنة عمان في العام 1970.

وبالرغم من كونه الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور، إلا أنه لم يكن مدللًا، فمنذ طفولته حفظ القرآن الكريم وقرأ السنة النبوية وتعلم قواعد اللغة والنحو وأصول الدين والفقه، وقرأ الشعر وحفظه على أيدي أساتذة مختصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة، وأرسله والده لإنجلترا ليكمل تعليمه، والتحق بالاكاديمية العسكرية الملكية ثم انضم إلى الكتيبة البريطانية العاملة في ألمانيا الغربية، حيث أمضى ستة أشهر يتلقى التدريب في قيادة الأركان، وذلك وفقًا لموقع السلطان قابوس.

وبعد ذلك عاد السلطان قابوس إلى عمان في عام 1964، ودرس على امتداد السنوات الست التالية الدين الإسلامي واللغة العربية وقراءة السير النبوية وسير الخلفاء الراشدين والخلفاء في العصرين الأموي والعباسي، وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عُمان دولة وشعبًا على مر العصور.

وصوله للحكم
وفى عام 1970 شهدت السلطنة تغييرًا في الحكم، بعد أن اتخذ قابوس لنفسه بعض الحلفاء من شخصيات عديدة من مسقط وصلالة قبل أشهر من انقلابه على والده في 23 يوليو من ذلك العام، وذلك بسبب فقدان السلطان سعيد السيطرة على حكم البلاد بعد ثورة الظفار في 1965، وكانت عمان تعاني الفقر في هذه الفترة وكان شعبها يهاجر لدول المنطقة من أجل البحث عن العمل.

عمان في عهد السلطان قابوس
شهدت البلاد تقدمًا واضحًا بعد ذلك، ففي 1971 انضمت عمان لجامعة الدول العربية، وفى عام 1975 أنهى السلطان حرب الظفار، وقضى على كل محاولات التمرد، وأطلق السلطان قابوس مبادرة تاريخية، عندما أصدر مرسومًا خلال حرب أكتوبر 1973، بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، وإرسال بعثتين طبيتين لمصر.

وفي عام 1977 عقب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس وتوقيع معاهدة كامب ديفيد، كانت سلطنة عمان من الدول العربية إلى جانب السودان والصومال التى حافظت على علاقتها بمصر، بعد المقاطعة العربية الشاملة لها.

واشتهر السلطان قابوس بعلاقته الجيدة مع كل الدول العربية وأغلب دول العالم، ما جعله وسيطا جيدا في بعض الأزمات والخلافات، كتوسطه في حل الخلافات الأمريكية الإيرانية فى الملف النووي، ورفضه للدخول فى أى حروب، كحرب التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات ضد الحوثيين فى اليمن المدعومين من إيران، وتبنيه للمواقف الحيادية بين دول الخليج فى الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر.

زر الذهاب إلى الأعلى